يعقد مجلس الشورى في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس اجتماعا مساء الخميس لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة خلفا لحمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الذي استقال الثلاثاء من هذا المنصب بعد فشل مبادرته تشكيل حكومة تكنوقراط. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن نجيب الغربي المسؤول عن الإعلام في حركة النهضة ان مجلس الشورى سيجتمع عند الساعة 18,00 (17,00 تغ) من الخميس لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة. وقال الغربي ان أربعة قياديين في حركة النهضة مرشحون لرئاسة الحكومة وهم علي العريض، وزير الداخلية الحالي ومحمد بن سالم وزير الفلاحة ونور الدين البحيري وزير العدل وعبد اللطيف المكي وزير الصحة. والثلاثاء، قدم حمادي الجبالي استقالته الى الرئيس التونسي منصف المرزوقي بعدما رفضت "النهضة" مبادرته تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية، لإخراج البلاد من أزمة سياسية تعيشها منذ اشهر وعمقها اغتيال شكري بلعيد المعارض اليساري البارز لحكم الإسلاميين الذي قتل بالرصاص في 6 فيفري الحالي أمام منزله بالعاصمة تونس. وبدأ الرئيس التونسي الأربعاء محادثات مع مسؤولي الأحزاب السياسية لإيجاد خليفة لرئيس الوزراء المستقيل، وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة. وينص الفصل 15 من "التنظيم (القانون) المؤقت للسلطة العمومية" في تونس على انه "عند حصول شغور (فراغ) في منصب رئيس الحكومة (..) ، يتولى رئيس الجمهورية تكليف مرشح الحزب الحاصل على اكبر عدد من المقاعد في المجلس التاسيسي (..) بتشكيل الحكومة (..) في اجل لا يتجاوز 15 يوما من تاريخ تكليفه" بتشكيلها. وتشغل حركة النهضة غالبية مقاعد المجلس التأسيسي (89 من اجمالي 217). وقال صحبي عتيق رئيس كتلة (مجموعة) حركة النهضة في المجلس التأسيسي في تصريح نشرته الأربعاء جريدة "المغرب" التونسية انه "اذا قبل" الجبالي "الانخراط في سياسات الحركة ومواقفها بشان تشكيل حكومة ائتلاف وطني تضم الكفاءات الوطنية الحزبية، فسيكلف برئاسة الحكومة مرة أخرى وإذا رفض ذلك فستختار الحركة رئيسا جديدا للحكومة". والثلاثاء أعلن حمادي الجبالي انه لن يقبل بترؤس الحكومة مجددا ما لم يتم تحديد "تاريخ نهائي للانتخابات" العامة القادمة وما لم تكن الحكومة بعيدة عن "التجاذبات السياسية والحزبية". وتعتبر حركة النهضة تشكيل حكومة تكنوقراط "انقلابا على شرعية الحكومة" الحالية التي تهيمن عليها الحركة. والاثنين اعلن مجلس شورى حركة النهضة في بيان ان "مبادرة حكومة التكنوقراط لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة" وقال انه "يتمسك بخيار الحركة في تشكيل حكومة سياسية ائتلافية مستندة الى شرعية انتخابات 23 اكتوبر 2011" التي فازت فيها النهضة.