أعلن رئيس وزراء تونس،حمادي الجبالي،عن تمسكه بقرار تشكيل حكومة جديدة غير حزبية و أنه سيكشف عن التشكيلة الجديدة منتصف الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، حسبما أفادت وسائل إعلام تونسية. وقال الجبالي خلال حديثه مع الصحفيين أمس السبت،إنه إذا حظيت الحكومة الجديدة بالقبول،سيواصل الاضطلاع بواجباته بصفته رئيسا لها، وإلا، سيطلب من رئيس الجمهورية البحث عن مرشح آخر . وجاء التلويح بالاستقالة في وقت كان فيه اكثر من ثلاثة آلاف من الاسلاميين يتظاهرون بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس بدعوة من حركة النهضة للدفاع عن "شرعية الحكم" وادانة "التدخل الفرنسي" في الشؤون التونسية بعد تصريحات وزير فرنسي اغضبت الاسلاميين. كما نقلت وسائل الإعلام عنه قوله،"إن جميع الوزراء سيكونون مستقلين بمن فيهم وزراء الداخلية والعدل والشؤون الخارجية". يتولى هذه الوزارات حاليا قياديون في حزب النهضة هم نور الدين البحيري(العدل) وعلي العريض(الداخلية) ورفيق عبد السلام (الخارجية) والاخير صهر رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي. وكان الجبالي أعلن الأربعاء أنه سيقيل الحكومة الحالية"ويشكل حكومة من الكفاءات الوطنية التي ليست لها ارتباطات سياسية". وشدد على ان مبادرته بالدعوة لتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية جاءت ردا على جريمة اغتيال بلعيد وبعد تاخر تفاعل الاحزاب السياسية مع مسعى لتحوير وزاري بدا الحديث عنه منذ جويلية 2012. واوضح"اعطيت الفرصة لايجاد ائتلاف حكومي واسع يوسع القاعدة السياسية والوفاق الوطني ويمهد لانتخابات سريعة (لكن) بعد الجريمة وتاخر رد الاحزاب،وجدت نفسي في موقف صعب وازاء بلاد يراد لها ان تسقط في الفوضي جراء الجريمة وما قد يتبعها من ردود فعل غير عاقلة، فاردت ان اضع حدا للفوضى". وخاطب الجبالي معارضيه قائلا"اذا افشلتم هذه المبادرة ماذا ستفعلون بتونس؟ما هو البديل؟قانون الغاب؟ شرعية الشارع؟ ام ماذا؟". ويواجه حزب النهضة الاسلامي الحاكم، ازمة سياسية غير مسبوقة منذ توليه السلطة قبل اكثر من عام، بسبب اصرار امينه العام حمادي الجبالي الذي يراس الحكومة على تشكيل حكومة تكنوقراط، بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، وذلك بالرغم من رفض حزبه الذي تظاهر انصاره"للدفاع عن الشرعية". وطالب المتظاهرون بسن قانون لتعزيز ثورة يناير،محذرين فرنسا من مغبة"التدخل في شؤون الدولة التونسية." واحتشد أنصار النهضة وأعضاء في الحركة السلفية التونسية على مداخل المسرح الوطني التونسي وساروا في شارع بورقيبة،في تونس العاصمة. ويذكر أن اغتيال شكري بلعيد هو أول اغتيال سياسي في تونس منذ بداية ما يسمى بثورة الربيع العربي في عام 2011. واغتيل بلعيد الأربعاء من قبل مسلح عندما غادر منزله متوجها إلى عمله. وقد تم توجيه الاتهام الثلاثاء إلى جناح في النهضة كونه يقف وراء الهجمات ضد المعارضة.