خلفت عملية اغتيال السياسي التونسي البارز محمد البراهمي يوم الخميس موجة من الاحتجاجات في الاوساط السياسية التونسية في الوقت الذي قررت فيه المركزية النقابية شن اضراب عام غدا الجمعة في كامل ارجاء البلاد. وفي بيان - تلقت واج نسخة منه - اكدت الرئاسة التونسية ان هذه الجريمة تزامنت مع ذكرى عيد الجمهورية وجاءت فى وقت بدأت " تتضح" فيه رزنامة نهاية المرحلة الانتقالية. وشددت الرئاسة التونسية بأن من اطلق رصاصات الغدر على محمد البراهمى انما اراد "توجيهها نحو كل المسار الديمقراطي" وبالتالي" ادخال البلاد فى جحيم الفتنة". وكرد فعل على هذه الجريمة الشنعاء اتخذ الاتحاد العام التونسي للشغل " قرارا سياسيا " بالاعلان عن اضراب عام غدا الجمعة في كامل ارجاء البلاد معتبرا ان " الارادة الصادقة منعدمة لايقاف موجة العنف فى تونس". وبدوره يرى الشيخ راشد زعيم حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في البلاد ان "هناك اصرارا على السيناريو المصرى فى تونس والزج بالتونسيين فى منزلق التقاتل فيما بينهم". واعتبر أن عملية الاغتيال تمثل "صدمة خاصة وأنها تأتى فى "ظرف دقيق "تمر به البلاد" مشيرا الى ان اتهام حركة النهضة باغتيال محمد البراهمى هو " جزء من مخطط معد مسبقا". واعتبر رئيس حركة " نداء تونس" الباجي قائد السبسي أن عملية اغتيال الفقيد محمد البراهمى تعتبر " فاجعة كبرى لتونس " مشيرا الى أن البلاد دخلت " مرحلة التصفيات الجسدية التى من شأنها أن تشكك فى السياسات المتبعة من طرف بعض الاحزاب "وفق تعبيره . وبالمقابل دعا احمد نجيب الشابى رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب "الجمهورى " الى" حل " الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطنى الى جانب حل المجلس الوطنى التأسيسى وتكليف لجنة خبراء باعداد الدستور وعرضه على الاستفتاء . واعتبر ان الوضع الراهن الذى تمر به البلاد "يقتضى تشكيل" حكومة تحظى بوفاق وطنى وتتولى الاشراف على تصريف شوون البلاد الى حين تنظيم الانتخابات العامة . ومن جهته حمل حزب " العمال" مسؤولية هذه الجريمة للائتلاف الحاكم بالنظر الى "تماديه فى التستر" على قتلة شكرى بلعيد "وتوفيره الغطاء لتفشى العنف والارهاب الفكرى والسياسي ودفعه بالبلاد نحو الفتنة من اجل البقاء فى الحكم" وفق بيان هذا الحزب. ودعا حزب "العمال" كل القوى السياسية والاجتماعية والمدنية الى رص الصفوف وتحمل مسوؤليتها لانقاذ البلاد كما دعا الشعب التونسى الى الدخول في " عصيان مدني من اجل حل المجلس التأسيسى والحكومة حسب مضمون البيان . وفي غضون ذلك خرج متظاهرون في عدة مدن تونسية للتنديد بعملية اغتيال السياسي محمد البراهمي حيث عرفت مدينة الكاف مسيرات حاشدة رفع خلالها المحتجون شعارات تنادى باسقاط الحكومة وبمحاكمة قتلة الفقيد والكشف عمن يقف وراء هذه الجريمة التى وصفوها ب "المدبرة" . وفي مدينة صفاقس انطلقت مسيرات شعبية لتجوب شوارع المدينة حيث ردد المتظاهرون هتافات تطالب بحل المجلس التأسيسى واسقاط الحكومة . وبمدينة سيدى بوزيد اقتحم عدد من الشباب والمواطنين مقر الولاية وأضرموا النار فيها كرد فعل على عملية اغتيال محمد البراهمى فيما شهدت مدن وقرى تابعة لولاية سيدي بوزيد تجمعات ومسيرات احتجاجية . وغصت تونس العاصمة بالاف المتظاهرين الذين رددوا هتافات تنادي ب "إسقاط النظام وإنهاء الشرعية الانتقالية " في الوقت الذي شهدت تعزيزات أمنية مكثفة تمركزت حول أهم شوارع المدينة.