انحنت كل من العائلة و الأصدقاء و الزملاء في النضال يوم الاثنين بمقبرة الاب لاشيز بباريس على روح الفقيد أونري ألاق من خلال تكريم ملييء بالمشاعر لهذا الشخص الذي ساهم في كل النضالات المناهضة للاستعمار حيث كشف كتابه "المسألة" النقاب عن ممارسة التعذيب من طرف الجيش الفرنسي في الجزائر خلال حرب التحرير الوطني. وقد توفى هاري سالم المعروف باسم أونري ألاق الذي اتخذه بعد انتقاله للعمل السري و منع السلطات الاستعمارية صدور جريدة "الجزائر الجمهورية" التي كان مديرا لها في 17 جويلية بباريس اي ثلاثة أيام قبل عيد ميلاده ال92 . و قد قدم الراحل في كتابه "المسألة" الذي يبقى بمثابة مرجع هام حول ممارسة التعذيب الذي سمح به في الجزائر خلال الحرب شهادته حول التعذيب الذي تعرض له في سنة 1957 على يد مظليي الجيش الفرنسي. في هذا الصدد صرح نجله أوندري سالم أمام جمع غفير حضر للتعبير عن تعاطفهم مع اسرة الفقيد قائلا " نتوجه انا و شقيقي بشكرنا لكل الاشخاص الذين وجهوا لنا سواء من الجزائر او فرنسا و بلدان أخرى رسائل تضامنية للتعبير عن الود و التقدير اللذين يكنوهما لوالدنا". و في رسالة وجهت لعائلة ألاق قرأها جان سالم خلال حفل التكريم أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن اونري الاق سيترك ذكرى رجل قناعات مولع بقيم السلم و العدالة الاجتماعية و الحرية و رقي الشعوب و الكرامة الانسانية". اما جورج ترونال وباسم جمعية موريس اودان فقد اشاد "بمناهض التعذيب و المكافح من اجل الحقيقة حول وفاة رفيقه موريس اودان الذي تعرض للتعذيب و ربما اغتيل على يد مظلييين فرنسيين في حين لا زالت الرواية الفرنسية تقتصر على +التهرب+ و ذلك بعد خمسين سنة من الاحداث التي ادانها اونري الاق في كتابه +المسالة+". و اضاف ان الفقيد كان "مناهضا للاستعمار و مكافحا من اجل استقلال الجزائر التي اصبحت وطنه و قد اصبح اخا بالمعني الثوري الذي اعطاه الثوار لهذه الكلمة و المعنى الذي يعرفه الجزائريون". وصل اونري الاق لاول مرة الى الجزائر سنة 1939 وانضم سنة من بعد الى الحزب الشيوعي الجزائري ليصبح احد اعضائه الى غاية حل الحزب سنة 1955. اشرف على ادارة يومية "الجزائر الجمهورية" التابعة للحزب الشيوعي الجزائري من فيفري 1951 الى غاية جويلية 1955 وهو التاريخ الذي تم فيه اغلاق الصحيفة. في شهر نوفمبر 1956 و لتفادي السجن الذي طال غالبية العاملين في الصحيفة اضطر الاق للانتقال للعمل السري. و بتاريخ 12 جويلية 1957 و في خضم معركة الجزائر كان مظليون تابعون للجيش الفرنسي في انتظاره بمنزل صديقة موريس اودان الذي كان هو ايضا مناضلا في الحزب الشيوعي الجزائري الذي تم توقيفه عشية ذلك و توفي هذا المناضل الشاب بتاريخ 21 جوان تحت التعذيب و من تم تعرض الاق للسجن والتعذيب. حكم عليه بتهمة "المساس بالأمن الخارجي للدولة... تم اعتقاله واودع سجن بربروس و حكم عليه في ال15 جوان 1960 امام محكمة الدائمة للقوات المسلحة بشمال الجزائر بعشر سنوات من الاشغال الشاقة بتهمة "المساس بالامن الداخلي للدولة و اعادة انشاء رابطة محلة". و في سنة 1961 استطاع علاق الفرار من سجن رين وبعد ان التحق بالجزائر في افريل 1962 اعاد تاسيس صحيفة الجزائر الجمهورية التي تم منعها مجددا سنة 1965. يعتبر الاق مناضلا في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي ظل وفيا له الى غاية وفاته و كان صحفيا بيومية "لومانيتي" من سنة 1960 الى 1980 كما كان امينا عاما لها. كان من الموقعين في ال31 اكتوبر 2000 على"نداء الاثنى عشر" الموجه لرئيس الجمهورية جاك شيراك و ليونال جوسبان الوزير الاول من اجل ادانة التعذيب الذي مارسه الجيش الفرنسي في الجزائر. و اكد الموقعون على هذا النداء "ان التعذيب الذي هو شر كبير قد مورس بشكل واسع على يد +جيش الجمهورية+ و يحظى بالتغطية في اعلى المستويات في فرنسا كان ثمرة مسمومة للاستعمار و الحرب و تعبيرا عن ارادة المستعمر المحمومة في القضاء على المقاومة". في هذا الصدد كتبت يومية لومانيتي غداة وفاة مناضل الحقيقة ان "افضل تكريم يمكن ان تقوم به الدولة الفرنسية لهذا المناضل هو ان تعترف رسميا بالتعذيب في الجزائر و بجرائم الحرب". وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد اكد ان كتاب الفقيد بعنوان "المسالة" الذي نشر سنة 1958 في منشورات مينوي "قد اثارانتباه بلدنا الى حقيقة التعذيب في الجزائر" مضيفا ان "حياة اونري الاق كلها قد كرسها لاظهار الحقيقة".