تناول كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج بلقاسم ساحلي وجبة الإفطار يوم الثلاثاء مع أعضاء من الحركة الجمعوية الدينية بمسجد السلام بسان برياست بضاحية ليون. و صرح ساحلي أمام أعضاء الحركة الجمعوية الحاضرين أن هذا "الإفطار الرمزي الذي نتقاسمه اليوم في شهر الرحمة و الغفران يعبر عن إرادة الدولة الجزائرية في أن تكون قريبة من جاليتها و تأكيد حضورها إلى جانبها مهما كانت الظروف". و جرى الإفطار في جو حميمي بحضور قنصل الجزائر العام بليون الحسني قاسيمي و عميد مسجد ليون كمال كبتان حيث كان فرصة للحركة الجمعوية للتطرق مع ساحلي إلى مختلف الأعمال الخيرية التي تقوم بها لفائدة الرعايا الجزائريين الشباب على غرار الدروس في اللغة العربية و التربية الإسلامية التي لا توفرها المدارس الفرنسية بالإضافة إلى الدروس التدعيمية و مساعدة المحتاجين و أعمال خيرية أخرى. و قال ساحلي مخاطبا أعضاء الحركة الجمعوية "أعمالكم هذه حميدة كونها تساهم في ترسيخ القيم الإنسانية الحقيقية للإسلام لدى أولاد الجالية مثلما تلقيناها نحن من آبائنا و بالتالي وضع الشباب الجزائري المقيمين بفرنسا في منأى عن أي تأثير يتنافى مع هويتنا الوطنية". و بالمناسبة طرح مسؤولو الجمعيات مشاكلهم خاصة ذات الصلة بنقص الوسائل المالية التي تمكنهم من القيام بأعمال أكثر تجاه أعضاء الجالية على غرار تهيئة قاعات التدريس داخل المسجد الذي يتوفر على فضاء كبير إلا أنه لايزال على شكل ورشة نظرا لنقص موارد التمويل كما أعربوا عن أملهم في أن تلقى أعمالهم دعما أكبر من الدولة. و أكد السيد ساحلي في هذا الصدد بأن السلطات العمومية اتخذت مبادرة لتخصيص غلافات مالية لصالح الجمعيات التي تعمل لصالح الجالية من شأنها مساعدتها في تمويل المشاريع الواعدة التي تسعى إلى تجسيدها. و قال في هذا الصدد أن "هذه المساعدات ستوزع قريبا على الجمعيات الدينية التي تنشط بفرنسا و التي سنقوم بمراجعة قوائمها و دراسة المشاريع التي تأمل تحقيقها لصالح شباب الجالية الوطنية من أجل الحفاظ على هويتهم الدينية و الروحية". و أعرب السيد ساحلي من جهة أخرى عن ارتياحه لروح التضامن الذي تتحلى به الحركة الجمعوية بفرنسا تجاه الجالية الوطنية و التي تعمل دون دعم الدولة و هو ما يدل كما قال على "روح الأخوة التي لا تزال من شيم الجزائريين مهما كان البلد الذين يقيمون فيه". تقديم المقترحات الضرورية لتحقيق رفاه الجالية ... و دعا ساحلي أعضاء الحركة الجمعوية إلى تقديم الاقتراحات التي يرونها ضرورية لضمان رفاه الجالية و عدم الاعتماد فقط على رؤساء المراكز القنصلية للقيام بهذا العمل. و قال كاتب الدولة في هذا السياق "يتعين على الرعايا الجزائريين عدم الاعتماد فقط على الممثلين القنصليين للقيام بهذه الاعمال مكانهم بل هم (أعضاء الجالية) من يقوم ببعث هذا النقاش البناء الذي يسمح لنا بالمضي قدما و تخطى العقبات التي تعيق أعمالها المشتركة". و كان السيد ساحلي قد زار من قبل المسجد الكبير لليون الذي يعد الأكبر بفرنسا من حيث المساحة و المتميز بطابعه الهندسي. و سمح اللقاء الذي جمعه بعميد هذا المسجد الذي افتتح سنة 1994 من الإطلاع على مشاريع هذا المرفق الديني الذي يسعى إلى إنجاز على مستواه معهد فرنسي للحضارة الإسلامية من أجل تكريس المبادئ الحقيقية للإسلام لدى شباب الجالية الوطنية والمواطنين الفرنسيين و الأجانب و التعريف بالدين الإسلامي. و قال عميد المسجد في هذا الشأن "كيف يتسنى لنا معرفة الإسلام و تكوين الائمة إذا لم نجند الوسائل الضرورية من أجل التعريف بديننا" معربا عن تأسفه في عدم تلقي أي دعم إلى حد الآن من الدولة لإنجاز هذا المعهد الذي تقدر تكلفته الإجمالية 8 ملايين أورو. و أضاف "تنقصنا 3 ملايين أورو أما الباقي فسنعتمد في توفيرها على جمع التبرعات". و بالمناسبة أكد السيد ساحلي إرادة الدولة في تقديم الدعم للجمعيات التي تقدم أعمالا ملموسة تخدم الإسلام و قيم التسامح و احترام الآخر. و كان كاتب الدولة قد زار في نفس اليوم القنصلية العامة بليون حيث اطلع على مدى تقدم عملية إعداد جواز السفر البيومتري كما تبادل وجهات النظر مع أعضاء الجالية الجزائرية الذين عبروا له عن انشغالاتهم.