أعلن رئيس الوزراء الليبي المؤقت علي زيدان يوم الأحد عن إطلاق مبادرة "الحوار الوطني" التي تتكون من عدد من المثقفين والسياسيين والحقوقيين معربا في ذات الوقت عن أسفة للاحداث التي تجري على الطريق الساحلي بين مدينة الزاوية وقبائل رشفانة التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وعدد من الجرحى. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري أوضح زيدان قائلا " نعلن اليوم عن إطلاق مبادرة الحوار الوطني التي ستضم في عضويتها عدد من المثقفين والسياسيين والحقوقيين ورجال الاقتصاد والجيش والأمن مستهدفة حوار مجتمعي يشمل جميع الليبيين لتجاوز خلافاتهم ومواجهة ملفات المصالحة الوطنية ونزع السلاح ودمج الثوار وموضوعات الدستور وكتابته والتنمية المستدامة ". وأضاف زيدان" مبادرة الحوار الوطني ستمثلها هيئة مستقلة إداريا وماليا وستتحمل الحكومة مصروفاتها كافة ولن تتدخل في برامج عملها إطلاقا وستوفر لها كافة الدعم اللوجستي والمادي لتسهيل مهام عمل أعضائها ". من جانبه أوضح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري " نعتبر هذه المبادرة مهمة جدا لضمان الانتقال الديمقراطي وجلوس الليبيين واحتكامهم لطاولة الحوار المجتمعي الشفاف الذي يحل جميع مشاكلهم خاصة أن مثل هذه المبادرات ستضمن توافقات تذوب الخلافات وتقرب وجهات النظر". وتابع " نؤمن بأن هذه المبادرة يجب أن تعترف بالتنوع الذي تمتاز به ليبيا فيما يخص الأقليات الأخرى حيث ستمسح المبادرة في الحوار بعيدا عن التجاذب والتنافر ونحن كمجتمع دولي نعد هذا المشروع المهم شأنأ ليبيا خالصا لكننا في ذات الوقت نضع خبراتنا الفنية تحت إمرة القائمين على المبادرة لضمان نجاحها". وفي رده على سؤال حول الأسباب التي تجعل تدخلات وتصريحات بعثة الأممالمتحدة مثار شك من قبل الليبيين أكد متري "المشكلة تكمن في البلدان التي تشهد تجاذبا سياسيا على غرار ليبيا حيث تحاول بعض الأطراف تحريف مساهمة وحقيقة أدوار بعثة الأممالمتحدة في ليبيا التي في مجملها لها أهداف تعزز المسار الديمقراطي في البلاد ومساعدتها فنيا من خلال مشورة خبرائنا لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة المدمرة ". وإتهم مفتي عام ليبيا الصادق الغرياني الأسبوع الماضي بعثة الأممالمتحدة بتغذية دعاة الفدرالية في الشرق الليبي بهدف خدمة أجندة خارجية تسوق لدعاة الفدرالية قبل أن تصدر دار الإفتاء الليبية بيانا أمس السبت تتراجع فيه عن اتهاماتها لبعثة الأممالمتحدة معللة الأسباب بأنها لم تتعمد الإساءة وأنها لم تفهم جيدا موقف وتصريحات بعثة الأمم حول دعاة الفدرالية. وطالب مؤتمر لدعاة إعلان أقليم "برقة" نظمه دعاة الفدرالية في الشرق الليبي مطلع أوت الجاري طالبوا الأممالمتحدة بدعم مطالبهم لإعلان شرق البلاد أقليما مستقلا وأكدوا في ختام مؤتمرهم أن دول أجنبية تدعم مشروعهم ومطالبهم بفدرالية مدن الشرق الغنية بحقول ومؤانئ النفط الليبي. ومن جهة اخرى أعرب رئيس الحكومة زيدان عن "أسفة" للاحداث التي تجري على الطريق الساحلي بين مدينة الزاوية وقبائل رشفانة التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وعدد من الجرحى. وقال زيدان إن مسؤولين ليبيين على تواصل مع المنطقتين في محاولة لإيقاف هذا الاقتتال مشيرا إلى أن قوات من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان توجهت نحو أماكن القتال. ودعا الفئتين الى التوقف عن القتال وضبط النفس حتى تتولى هذه القوات التمركز في المناطق الفاصلة بينهما. وأرجع رئيس الحكومة ما يحدث الآن من قتال في المدن الليبية إلى انتشار السلاح بين المواطنين وخروجه من أيدي السلطات الشرعية محذرا من إنه إذا لم يتم جمع السلاح وإعادته إلى مخازن الجيش ستكون أمامه تحديات كبيرة.