قالت الأممالمتحدة، إن التدخل العسكري الفرنسي في مالي لمحاربة متشددين إسلاميين من الممكن أن يزيد من الوضع الأمني "الخطير" في ليبيا تفاقما حيث استهدفت جماعات مسلحة مسئولى أمن ودبلوماسيين.وقال طارق مترى مبعوث الأممالمتحدة الخاص ورئيس بعثة الأممالمتحدة فى ليبيا، إن الحكومة الليبية تواجه تحديا أمنيا خطيرا فى شرق البلاد حيث قتل السفير الأمريكي و3 أمريكيين آخرين فى سبتمبر أيلول. وقال مترى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "ربما تزيد معارضة جماعات مسلحة متشددة للتدخل العسكرى في مالي من تفاقم الوضع في ظل الانتماءات الإيديولوجية أو العرقية أو كليهما وكذلك الحدود التي يسهل اختراقها في ليبيا". ويقول خبراء أمن بالمنطقة، إن ما أشعل أزمة مالى عودة مقاتلين من ليبيا لديهم أسلحة كثيرة كانوا يعملون يوما لدى الزعيم الراحل معمر القذافى ويتلقون أجورهم منه. وأطاح مقاتلون بحكومة القذافى عام 2011 واعتقل وقتل.وأدى وجود مسلحين سابقين كانوا يعملون لصالح القذافى ووفرة السلاح على نطاق واسع خلال الصراع في ليبيا إلى تضخم حجم الجماعات الإسلامية والانفصالية في مالي والتي شنت هجمات على جيش مالي في أوائل عام 2012 وسيطرت على شمال البلاد. وقد اكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة دعم الأممالمتحدة في ليبيا طارق متري أن "الوضع الأمني في ليبيا لا يزال غير مستقر" داعيا السلطات الى "عدم الركون للذعر". وجاء ذلك فى كلمة ألقاها متري أمام مجلس الأمن الدولي اطلع خلالها المجلس على أعمال بعثة الأممالمتحدة والمخاوف الامنية في ليبيا. وقال لأعضاء المجلس إن "الوضع الأمني في ليبيا لا يزال غير مستقر" و"جهود اصلاح قطاع الأمن بدأت تحقق تماسكا أكبر". وأضاف أن "الأمن بطول الحدود الليبية لا يزال يشكل المصدر الرئيسي للقلق نظرا لمحدودية القدرة حاليا والتأثير المحتمل للتطورات الأخيرة في مالي" التي تواجه اضطرابات سياسية وفوضى ناتجة عن نشاط الجماعات المسلحة المتمردة. وقال ميتري فى مؤتمر صحفي عقب الجلسة ان الحكومة الليبية "تبذل قصاري جهدها وتقوم وزارة الداخلية بإعادة بناء واصلاح جهاز الشرطة الذى بات يتدخل بسرعة أكبر مما كان عليه في الماضي". وحث مبعوث الاممالمتحدة السلطات الليبية الى عدم الركون للذعر ازاء الظروف في ليبيا مشيرا الى وجود "مخاوف أمنية وخاصة في مدينة بنغازي" التى توجد بها -كما قال- "العديد من المشاكل الأمنية" على غرار ما حدث في الأشهر القليلة الماضية. وشهدت بنغازى هجوما على القنصلية الأمريكية راح ضحيته السفير الامريكى وثلاث دبلوماسيين العام الماضى، ولفت الى أنه في 15 فيفرى المقبل سيكون هناك تظاهرة ضخمة والطلب الأساسي للمتظاهرين هو نزع سلاح الجماعات العسكرية غير الشرعية والدعوة إلى انشاء جهاز شرطة أكثر كفاءة وأفضل تنظيما وفرض القانون في بنغازي. وتشهد ليبيا حالة مستمرة من عدم الاستقرار منذ اندلاع المظاهرات ضد النظام السابق قبل عامين.