لازال موضوع استخدام السلاح الكيماوي بسوريا والجهة المتورطة فيه يهيمن على تطورات الازمة السورية وتجاذباتها حيث تؤكد دمشق استعدادها التام لتنفيذ خطة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية و تواصل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في جهوده الرامية الى تمرير البند السابع لمعاقبة النظام السوري على أحداث "الغوطة" بريف دمشق . فرغم ان تقرير الاممالمتحدة الصادر مؤخرا لم يحدد المسؤولية عن استخدام غاز السارين الذي تاكد استعماله هناك تواصل الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة اتهامتها لنظام الرئيس الاسد بضلوعه فيها فيما اكدت موسكو ان بحوزتها ادلة تثبت ضلوع المعارضة في ذلك. الاسد يقول لمن أراد تفكيك اسلحته النووية فهي امامه ويحذر من عواقب ذلك على البيئة — فقد تضمن حديث تلفزيوني للرئيس السوري بشار الاسد كثيرا من النقاط المتعلقة بخطة تدميرالأسلحة الكيميائية السورية حيث اكد التزامه الكامل بها . ففي مقابلة أجرتها معها شبكة (فوكس) الإخبارية الأمريكية اكد الرئيس الاسد التزامه الكامل بخط تدمير الأسلحة الكيميائية السورية ونفى مجددا مسؤوليته عن الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية في ريف دمشق معتبرا أن ما حدث هناك يعد "انتهاكا للقانون الدولي وجريمة مثيرة للاشمئزاز". واكد بالمقابل امتلاك حكومته لادلة على أن "مجموعات إرهابية" استخدمت غاز السارين مشيرا إلى أنه تم تسليم هذه المعلومات إلى الروس. وأعرب الرئيس السوري عن استعداده لتسليم الأسلحة الكيميائية "لأي بلد مستعد لتحمل المخاطر البيئية" الناجمة عن تدميره مشيرا إلى أن عملية التخلص من السلاح الكيميائي معقدة من الناحية الفنية مرجحا أنها قد تستغرق نحو عام. وفي هذا السياق اكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن السلطات السورية لا تعارض مشاركة روسيا في ضمان أمن المناطق السورية التي ستجري فيها عمليات تدمير الأسلحة الكيميائية موضحا ان الجانب السوري ينطلق من ضرورة حل مسألة تدمير المخازن الكيميائية بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد بعد محادثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أمس الاول الثلاثاء استعداد روسيا للمساهمة في عملية إتلاف وتصفية مخزون الأسلحة الكيميائية السورية. للاشارة ايضا فقد اجرت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء مشاورات جديدة حول مشروع قرار يرمي إلى ضمان التفكيك الفعلي للأسلحة الكيميائية السورية. وتعد هذه المشاورات الثانية من هذا النوع منذ ان اتفق الاميركيون والروس على خطة لتفكيك الترسانة الكيميائية السورية والتى يستهدف مشروع القرار دعمها. وقبل التصويت على مشروع القرار يتعين ان تنتظر الدول الخمس عشرة الاعضاء فى مجلس الامن الدولى قرارا من المجلس التنفيذى لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية ومقرها فى لاهاي. وسيجتمع هذا المجلس التنفيذى غدا الجمعة لدعم الاتفاق الامريكى الروسي واتفاق جنيف الذي يمهل سوريا اسبوعا أي حتى بعد غد السبت لتقديم لائحة بترسانتها الكيميائية واماكن مخزونات الاسلحة الكيميائية. - موسكو تلوح بأدلة على استخدام السلاح الكيميائي من قبل المعارضة في الغوطة- في غضون ذلك اعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان موسكو قد تسلم اليوم الخميس أدلة على استخدام المعارضة السورية للسلاح الكيميائي إلى مجلس الأمن الدولي. ونقلت وكالة أنباء (إيتار-تاس)الروسية عن بوغدانوف قوله "نأمل بأن نتمكن من القيام بذلك بأسرع وقت ممكن اليوم أو غدا". وأضاف أن "روسيا لا تستبعد القيام بزيارات جديدة إلى دمشق من أجل التشاور مع القيادة السورية بشأن مختلف قضايا الملف السوري مع التركيز على ضرورة إطلاق عملية التسوية السياسية وحل القضايا الإنسانية". ولم يستبعد الدبلوماسي الروسي قدوم ممثلي القيادة السورية إلى موسكو مشيرا الى أن الجانب الروسي "قد يجري اتصالات مع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس أن موسكو ستقدم لمجلس الأمن الدولي أدلة تلقتها من دمشق عبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف حول استخدام السلاح الكيميائي من قبل قوات المعارضة في الغوطة بريف دمشق في 21 أوت الماضي.