لا تزال القوات الكينية الخاصة تقاتل المسلحين المحاصرين داخل مركز "ويست غيت" التجاري في نيروبي اليوم الثلاثاء سعيا لانقاذ الرهائن المحتجزين هناك لليوم الرابع منذ هجوم السبت الماضي الذي أودى بحياة 62 شخصا. وقد سمعت أصوات للانفجارات واطلاق نيران كثيف في وقت سابق خلال عملية اقتحام قوات الأمن الكينية للمركز وقتل ستة مسلحين فيما يواصل الجنود تمشيط المبنى طابقا بعد طابق "بحثا عن أي شخص موجود". وأوضح مسؤول بالشرطة الكينية أن "قوات الأمن ما زالت تمشط جميع طوابق المركز التجاري لضمان عدم وجود قنابل يدوية أو أي مواد متفجرة أخرى تركها الإرهابيون". ويأتي هذا عقب إعلان وزارة الداخلية الكينية في بيان أن القوات الكينية "تمشط المركز التجاري بحثا عن أي شخص تخلف هناك " معربة عن اعتقادها بأن "كل الرهائن أطلق سراحهم". وكانت قوات الدفاع في كينيا ذكرت أمس أن "ثلاثة إرهابيين قتلوا فيما أصيب عدد أخر" و أعلنت الحكومة "السيطرة التامة" على الوضع في المركز التجاري بعد ثلاثة أيام على بدء الهجوم. كما أكدت المصادر الأمنية للبلاد أنه "تم إسعاف عدة رهائن وإجلاؤهم إلى مستشفى عسكري". وأعلن جوزيف لينكو وزير الداخلية الكيني أن "عددا قليلا من الرهائن لايزال في المبنى (...) غير أنه أكد لاحقا إجلاءهم جميعا". وكانت حكومة نيروبي قد ذكرت في وقت سابق أنه ما يتراوح بين 10 و15 مسلحا يقاتلون داخل المركز التجاري الذي لقي فيه 62 شخصا مصرعهم وأصيب فيه نحو 175 شخص وهو الهجوم الأكثر دموية منذ تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي الذي خلف مقتل أزيدك من 200 شخص. وقد أعلنت مجموعة الشباب الصومالية "مسؤوليتها" عن الهجوم قائلة أنه "جزء من الانتقام لتوغل الجنود الكينيين عبر الحدود في أكتوبر 2011". وذكر الصليب الأحمر الكيني أن الهجوم على المركز أوقع 69 قتيلا ونحو 60 مفقودا وقرابة 200 جريح مشيرا إلى وجود "عدة أجانب من بين القتلى منهم ستة بريطانيين وكنديان وفرنسيتان وهنديان وكورية جنوبية وهولندية وصينية وجنوب افريقي وشاعر غاني شهير وطبيب بيروفي". وفي هذا الصدد كشفت مصادر أمنية أمريكية أن "السلطات الأمريكية تحقق في معلومات قدمتها الحكومة الكينية بأن مقيمين في دول غربية بما في ذلك الولاياتالمتحدة ربما شاركوا في الهجوم على المركز التجاري في نيروبي". وقال مصدر بالأمن القومي الأمريكي أنه "تم ابلاغ الولاياتالمتحدة من خلال قنوات رسمية بأن السلطات الكينية تعتقد أن أجانب من المرحج أن من بينهم مواطنون أمريكيون أو مقيمين في الولاياتالمتحدة كانوا من بين المسلحين التابعين لحركة الشباب الصومالية المتطرفة الذين هاجموا مركز التسوق يوم السبت الماضي" . واعترفت السلطات الأمريكية بأنه "على مدى الأعوام الماضية سافر بضع عشرات من الأمريكيين من أصل صومالي الى الصومال للتدريب أو القتال مع حركة الشباب (...) وأن معظمهم ينتمون للجالية الصومالية المقيمة في ولاية / مينسوتا /". ولا تزال ردود الأفعال الدولية تتوالى أمام جهود الحكومة الكينية للسيطرة على الوضع الأمني الحالي حيث أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندريس فوغ راسموسين اليوم الثلاثاء عن "إدانته الشديدة" للهجوم الذي شهدته العاصمة الكينية نيروبي يوم السبت الماضي واصفا إياه بالهجوم "الإرهابي". وأشار راسموسن الى أن "هناك من بين ضحايا الحادث مواطنين ينتمون لدول أعضاء بالناتو". ومن جهتها قالت فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية اليوم أيضا "أنها على استعداد للعمل مع السلطات الكينية لضمان تقديم المتطرفين الذين شنوا هجوما على مركز للتسوق في كينيا للعدالة". وأعربت بنسودا في بيان عن "تعاطفها العميق مع ضحايا الهجوم المروع على مركز ويست غيت التجاري في نيروبي والذي خلف حتى الآن 62 قتيلا و175 مصابا ". وصلت المدعية العامة من "أجل اطلاق سراح الرهائن المحتجزين في المركز التجاري بسلام ومن أجل نهاية سريعة لهذا الوضع السيء". ويذكرأن بيان بنسودا يأتي بعدما سمح قضاة المحكمة الجنائية الدولية لنائب الرئيس الكيني وليام روتو بالعودة إلى دياره للمساعدة في التعامل مع مأساة مركز التسوق "ويست غيت" المحاصر.