هاجمت مجموعة من حركة الشباب الصومالية المتطرّفة مركزًا تجاريًا فخمًا في نيروبي، ما أدّى إلى مقتل وإصابة العشرات، بينهم أمريكيون وفرنسيون، إضافة إلى أخذ بعض الرّهائن من بين الزبائن الكينيين والأجانب الأثرياء. قتل 59 شخصا على الأقل في الهجوم، حسب حصيلة جديدة أعلنها وزير الداخلية الكيني جوزف أولي لنكو أمس. وصباح أمس سمع إطلاق نار غزير في المركز التجاري، فيما تمّ إجلاء جنديين كيينين مصابين بجروح بسيّارة إسعاف. وأفادت الحكومة الكينية بأن عددا غير محدّد من الرّهائن ما يزال يحتجزهم إسلاميون مسلّحون متحصّنون داخل المركز التجاري في نيروبي، والذي تطوّقه قوات الأمن. وقال المركز الوطني الكيني للعمليات الكارثية عبر موقع تويتر إن (عدد الرّهائن لا يزال مجهولا، لكنهم موجودون في أماكن عدّة، لقد تمّ تأمين المستويات العليا من المركز التجاري وتعذّر إجراء أيّ اتّصال مع المختطفين). وقتل كنديين، أحدهما دبلوماسي خلال الهجوم على المركز التجاري في نيروبي. وأوضح المركز أن القوات الأمنية التابعة له تمكّنت من تحرير خمس رهائن. من جهته، قال مسؤول أمني كيني موجود في المكان (العمليات تتواصل)، وأضاف: (سنحرّر جميع الأشخاص الموجودين في الداخل ووقف ما يحصل، لكن طبعا لا يمكننا إعطاء تفاصيل عن العمليات سوى للقول إنه يتمّ القيام بكلّ ما يمكن القيام به). وأعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في كلمة متلفزة أن كينيا: (تغلّبت في الماضي على هجمات إرهابية وستنتصر عليها مجدّدا)، موضّحا أنه (فقد شخصيا أفرادا من عائلته) في الهجوم على المركز التجاري. وتابع كينياتا (إنهم يريدون نشر الرّعب والإحباط في بلادنا، لكننا لن ندعهم يرهبوننا. إن الإرهاب فلسفة الجبناء). كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن فرنسيتين قتلتا في الهجوم، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن أميركيين هم بين الجرحى ومثلها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وأعلنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية التابعة للقاعدة مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وقالت الحركة في تغريدة على موقع (تويتر) إن (المجاهدين دخلوا اليوم عند الظهر تقريبا ويست غيت) المركز التجاري الذي وقع فيه الهجوم و(قتلوا أكثر من 100 كافر كيني والمعركة مازالت مستمرّة). كما أعلنت الخارجية الأمريكية إصابة عدد من الأمريكيين في الهجوم منددة ب (عمل عنف عبثي). واقتحم المهاجمون الذين كان بعضهم يتحدث اللّغة العربية أو اللّغة الصومالية، كما أفاد شهود مركز ويست غيت مول التجاري ظهرا، بينما كان مكتظّا بالمتسوّقين. وعادة ما يشهد هذا المركز ازدحاما شديدا في نهاية الأسبوع ويعتبر هدفا محتملا للمجموعات التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، كمتمردي حركة الشباب الإسلامية. وقد أطلق المهاجمون النّار من أسلحة آلية وألقوا قنابل يدوية على الزبائن وهم خليط من الأفارقة والهنود والغربيين، إضافة إلى موظفي المركز. ويمكن أن يكون الهجوم أخطر اعتداء تشهده العاصمة الكينية منذ الهجوم الانتحاري للقاعدة الذي استهدف في أوت 1998 السفارة الأميركية في نيروبي وأسفر عن أكثر من 200 قتيل. وافتتح مركز (ويست غيت مول) التجاري عام 2007، وهو قريب من المكتب المحلّي للأمم المتّحدة، ويضمّ مطاعم ومقاهي ومصارف ومركز تسوق كبيرا وقاعات سينما تجتذب آلاف الأشخاص يوميا، ويرتاده عادة الكينيون الأثرياء والأجانب في نهاية الأسبوع.