شدد المشاركون يوم الثلاثاء في أشغال اليوم الثاني من الدورة التكوينية حول "المعايير الدولية المعمول بها في ميدان الطفولة المحرومة" المنظمة بسطيف على ضرورة أن يكون المجتمع شريكا فعالا في عملية التكفل بالأطفال المحرومين من العائلة من أجل ضمان إدماج فعلي لهم. وأوضحنور الدين حداد مدير مؤسسة الطفولة المسعفة ذكور بسطيف أن عملية التكفل بهؤلاء الأطفال المستضعفين لا تقتصر فقط على المؤسسة المتخصصة بل تمتد كذلك لتشمل المحيط الذي يعيش فيه وبصفة خاصة المؤسسة التربوية. واعتبر المتدخل أن هذه الشريحة الهشة "تحتاج إلى رعاية خاصة وكاملة من طرف كل أطراف المجتمع ما يسمح في إدماجها في الحياة الاجتماعية العادية". وذكر أن المؤسسة المتخصصة في التكفل بهذه الفئة الجد حساسة "تسعى الى توفير كل الظروف اللازمة سواء كانت مادية أو اجتماعية غير أن الجانب النفسي والعاطفي يمثل أهم حلقة في عملية التكفل". وألح بالمناسبة على "ضرورة التركيز وبصفة خاصة على الجانب النفسي والعاطفي قبل كل شيء في عملية التكفل بهذه الفئة وذلك بالنظر لتأثيراته على نفسية الطفل خلال كل مراحل تنشئته". و أشار المتحدث أن المشاكل النفسية و العاطفية لدى الطفل المحروم من الدفء العائلي و إحساسه بأنه غير مرغوب فيه ستؤثر بالدرجة الأولى على مردوده الدراسي و بالتالي على عملية إعداده للمستقبل مشيرا أن هذه الدورة التكوينية التي شارك فيها 50 مدير مؤسسة متخصصة للطفولة المحرومة من العائلة يمثلون كل ولايات الوطن إضافة الى خبراء من منظمة الأممالمتحدة للطفولة ( اليونيسيف) تعد بمثابة فرصة للنقاش و التشاور من اجل الخروج بتصورات تساهم في إدماج فعلي لهؤلاء الأطفال في المجتمع. كما اعتبرها الفرصة سانحة للاطلاع على تجارب كل الفاعلين في الميدان من أجل تطوير الأداء وتحسين سبل التكفل بهذه الفئة خاصة فيما تعلق بمنهجيات العمل واكتساب وتبادل الخبرات مع المختصين في المجال. يذكر أن هذه التظاهرة التي انطلقت أمس الاثنين تدخل في إطار الإستراتيجية الوطنية للتكفل بالطفولة المحرومة من العائلة لمساعدتها وتحسين طرق التكفل بها كما أشارت إليه المديرة العامة للأسرة وقضايا المرأة والتلاحم الاجتماعي بوزارة التضامن و الأسرة وقضايا المرأة السيدة خديجة لعجال. ويناقش المشاركون في أشغال هذه التظاهرة 3 محاور تتعلق ب"وضعية الأطفال الموضوعين داخل المؤسسات المتخصصة" و"نظام الكفالة" وكذا "وضعية الأمهات العازبات اللواتي يخترن البقاء مع أطفالهن".