سيشكل حق الطفل في الترفيه أحد المحاور الأساسية التي سيتم التركيز عليها في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفل المعاق المصادف ل 3 ديسمبر، حيث تحتاج هذه الشريحة الحساسة من المجتمع للتعبير عن ميولاتها ولتسليط الضوء على احتياجاتها، وهو ما سيجسد في إطار المخطط الوطني للطفل 2008 - 2015 الذي جاء بناء على دراسة حول واقع الطفل المعاق في الجزائر. أجمع المشاركون في الندوة الوطنية حول حقوق الطفل المعاق في ضوء المخطط الوطني للطفل التي انعقدت بالمركز الثقافي عزد الدين مجوبي، على ضرورة الارتقاء بحقوق الطفل المعاق في الجزائر وتطويرها بشكل يسمح له بالتمتع بحياة سعيدة وعادية مثل الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة، واعتبر المتدخلون أن سياسة الدولة الجزائرية تعمل على تحسين وضعية هؤلاء، وهو ما يدل على وجود العديد من الانجازات والاتفاقيات التي تعنى بهم وتلتفت إلى انشغالاتهم وتستكمل النقائص التي تعرقل عملية اندماجهم. وفي هذا الصدد أكد عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى''، أنه يجب تناول قضية الطفل المعاق في الجزائر بطريقة أكثر جدية، وعلى هذا الأساس تم تنظيم هذا اليوم الدراسي من أجل ترقية حقوق الطفل وخاصة المعاق الذي يصادف 3 ديسمبر، وهي فرصة تحتقل الجزائر على غرار كل دول العالم بهذه الفئة الهشة التي تبقى تحلم بواقع أفضل ولاسيما على مستوى العائلة التي تعتبر المناخ الذي يشعر فيه ذلك الطفل المعاق بالاستقرار وبتلبية احتياجاته، لكن هذا الأمر غير موجود في مجتمعنا الجزائري، حيث هناك العديد من الأطفال المعاقين غير المصرح بهم من قبل أوليائهم لأسباب مرتبطة بالخجل ونقص الوعي إذ يوجد 17 ألف طفل معاق فقط يتم التكفل بهم من طرف وزارة التضامن وهذا على مستوى 170 مركز من بينهم 54 ألف طفل بلغوا سن التمدرس في حين يبقى الأطفال الآخرون محرومين من كل المساعدات المحرومة من الدولة ولاسيما من حيث الحصول على المنحة وكذلك الأعضاء الاصطناعية ليدفعوا بذلك ثمن استهتار عائلاتهم ولا مبالاتهم. ومن جهتها أكدت زهية بن عروس، نائبة في البرلمان، على ضرورة منح الاهتمام لشريحة الأطفال بوصفهم البذرة التي تعطينا مجتمعا متينا عن طريق صيانة كل حقوقهم الصحية، العقلية، النفسية، والجسدية وخاصة للأطفال المعاقين المتواجدين في نفس المكان مع المسنين في ديار العجزة، وهو ما يدعو للتكفل أكثر بهم من خلال إنشاء مراكز توفر لهم الرعاية اللازمة. كما شددت ذات المتحدثة باعتبارها وجها إعلاميا سابقا على دور الاتصال فيما بيننا من أفراد المجتمع المدني قصد الوصول إلى الحلول الأنجع، حيث تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في تحسيس وتوعية العائلات التي ما زالت تعتبر تصريحها بحالات الإعاقة لأولادها من الطابوهات الكبيرة. وفي تدخل لها، كشفت حسيبة حواسين، رئيسة الديوان بالوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، أنه تم إعداد المخطط الوطني للطفل 2008 - 2015 بالتنسيق مع كل القطاعات الوزارية، المجتمع المدني والجمعيات والذي أشرك أطفالا معاقين من مختلف ولايات الوطن بهدف الوقوف على مشاكل هذه الفئة وتحسينها، حيث يوجه هذا المخطط لمحيط الطفل، العائلة، المعلمين والأطباء حتى يتعاملوا بطريقة جيدة مع هذا الطفل الذي يعتبر عرضة للعنف وهو ما استدعى تنظيم استراتيجية وطنية للوقوف على هذه الظاهرة. أكثر من 35 بالمائة مدرسة مخصصة للصم البكم ثمنت السيدة ''آيت مهدي''، مستشارة بوزارة الأسرة وقضايا المرأة، الجهود التي تبذلها الدولة للعناية بالأطفال المعاقين في الجزائر الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة تسهل تقبلهم لوضعيتهم الصحية. وفي هذا السياق كشفت أنه تم إنشاء العديد من المراكز التي تتكفل بهم حيث يوجد أكثر من 35٪ مدرسة مخصصة للصم البكم على المستوى الوطني، 16 مدرسة للمكفوفين بالإضافة إلى 52 قسما يقوم بتلبية احتياجاتهم. وقد استفاد هؤلاء الأطفال من تكوينات في الكثير من التخصصات، وبناء على ذلك قد تم اعتماد استراتيجية تشمل عنصرين هامين وهي ترقية أطفال حاملي الإعاقة الكاملة من خلال تحسين الهياكل الخاصة بهم والبيئة المحيطة بهم وكذلك مرافقة الأسرة للتكفل بالأطفال. وفي مجال التعليم أكدت السيدة آيت مهدي أن هناك برمجة للعديد من الدروس الخاصة بهذه الفئة، حيث يجري إدماج الأطفال المعاقين في مدارس عادية قصد تحقيق التمدرس الإيجابي ومكافحة التسرب. وعن مدى التكفل الأفضل بالأطفال المعاقين من خلال إنشاء أقسام خاصة بهم، أضافت ذات المتحدثة أن هناك 267 مؤسسة متخصصة تتطلب شروطا لانشاء أقسام مدمجة، فعلى الأقل وإن كان الأولياء يرغبون في ذلك فالمطلوب منهم جمع 7 أطفال. و1294 متربص معاق سنة 2009 أكدت المديرة الفرعية للفئات الخاصة على مستوى وزارة التكوين المهني أن فئة المعاقين قد استفادت من عدة برامج تكوينية تهدف لإدماجهم في المجتمع وولوجهم إلى سوق العمل، حيث تم إحصاء 1294 متربص معاق سنة 2009 وقد تم انشاء 5 مراكز لاستقبالهم. وفي هذا الإطار تم إبرام اتفاقات شراكة مع شبكة تدني ومع جمعيات مثل ''البركة'' وكذلك مع وزارة العمل ومراكز التأهيل. وبخصوص الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأطفال من حيث ضعف مستواهم الدراسي، الأمر الذي يعيق التحاقهم بمراكز التكوين، أفادت المديرة أنهم سيستفيدون من تكوينات لتطوير معارفهم وهذا عن طريق تسخير 80 تخصصا للمتأخرين دراسيا وكذلك تكوينات قصيرة المدى تتراوح من 3 إلى 6 أشهر، كما أضافت أن 190 معوق يعانون من الخطر المعنوي من بينهم 26 فتاة وجهوا لمراكز الإصغاء التابعة لوزارة التضامن التي لها شراكة مع وزارة التكوين المهني في مجال مساعدة الأطفال المعاقين.