عشية إجراء الانتخابية التشريعية في غينيا لا زال التوتر الامني يخيم على حيثيات هذا الاستحقاق الذي سيجرى يوم السبت القادم بعد أن تم تأجيله لأربعة أيام والذي تعقد عليه الآمال في إنهاء عملية إعادة الديمقراطية الى البلد الواقع فى غرب افريقيا بعد انقلاب 2008 . فرغم توصل الحزب الرئاسي في غينيا والمعارضة فى البلاد الى توافق بتأجيل موعد الانتخابات ال28 سبتمبر بدلا من ال24 من نفس الشهر لا زال الشارع الغيني خاصة في العاصمة كوناكري يعيش مصادمات بين مناصري الطرفين أودت حتى الان بحياة شخص واصابة العشرات. — صدامات متواصلة بين مناصري الجانبين وتكثيف للتواجد الامني لضبط سير الانتخابات— فقد تم أمس حرق ثلاث مراكز للاقتراع وكل ما تحتويه في اعقاب تجدد الصدامات بين مناصرين وعائلات اتهمت بانتماءها لاحد المعسكرين (الحزب الحاكم والمعارضة) وذلك في عدة احياء من دائرة "راتوما" التي شهدت ايضا عمليات سرق ونهب للمحلات . وقد أدان المناطق الرسمي باسم الحكومة الغينية البار دامونتانغ كامارا هذه الاعمال بشدة. وقتل شخص واحد وأصيب 51 آخرون أول أمس إثر أعمال عنف في كوناكري تخللت حملة الانتخابات التشريعية. واضطرت السلطات الى نشر قوات الامن وتعزيز تواجدها بالعاصمة الغينية في اعقاب عدة أيام من المصدامات حيث ركز التواجد في ضواحي العاصمة وبالاخص بشارع الامير الذي يعبر أحياء معروف عنها أنها معاقل للمعارضة. وكانت العاصمة كوناكري يومي الاحد والاثنين مسرحا لاعمال عنف تواجه فيها مناصرو القوى الديمقراطية لغينيا سيلو دالين ديالو ومناصري تجمع الشعب الغيني للرئيس الفا كوندي. مدينة كينديا غرب العاصمة الغينية شهدت هي ايضا أداثا مماثلة الاسبوع الماضي بين الطرفين أصيب خلالها 10 اشخاص بجروح . — المعارضة تدفع "بالظروف السيئة" في الاعداد لإجراء الانتخابات وتنتزع تأجيلا رمزيا — وجرت مفاوضات ماراتونية بين الأحزاب السياسية في غينيا من المعارضة والحزب الحاكم والمفاوضين الأمميين في إطارالجهود الرامية لحل مشكلة موعد الانتخابات التشريعية المقبلة. وقد سعت المعارضة بقوة لتأجيل الانتخابات لمدة شهرالا ان الحزب الحاكم قبل نهاية الاسبوع الماضي تأجيلا لمدة أربعة ايام استحسنته المعارضة حيث أعلن سيلو دالين ديالو زعيم المعارضة الرئيسية فى غينيا انه راض عن هذا التأجيل بعد أن كان يهدد بدعوة انصاره للتظاهر اذا مضت السلطات الغينية قدما فى الانتخابات دون ان تعالج بشكل كامل شكاوى من نقص الاستعدادات. وقال سعيد جنيت وسيط الاممالمتحدة المكلف بانهاء الازمة السياسية فى غينيا حينها ان الاطراف الغينية اتفقت على التأجيل للسماح للجنة الانتخابات بتعديل خططها واعرب عن قناعته بانه مع هذا الاتفاق " لا شىء يمكن ان يعرقل اجراء الانتخابات البرلمانية فى ظل ظروف حرة وشفافة وشاملة يوم السبت القادم في غينيا والخارج". وكان من المفترض إجراء الانتخابات التشريعية فى الشهور الستة التى تلت انتخاب الرئيس الغيني ألفا كوندى فى ديسمبر عام 2010 إلا أنها تأجلت مرارا نظرا لغياب التوافق بشأن تنظيمها. وأعربت المعارضة عن شكوكها إزاء مفوضية الانتخابات الوطنية المستقلة متهمة إياها بإعداد انتخابات صورية لصالح الاغلبية الحاكمة. وشكت المعارضة من ان قائمات الناخبين مليئة بالاخطاء مما يعني استبعاد كثيرين من انصارها فى الوقت الذى يسجل فيه اشخاص فى مناطق اخرى من البلاد عدة مرات. كما تشكو من ان مراكز الاقتراع فى معاقل المعارضة متناثرة فى أماكن بعيدة مما يعنى اضطرار الناخبين للسفر بعيدا ومن ثم تقليل احتمال تصويتهم. الى ذلك تضمنت مطالب المعارضة إعلان الترتيب الأبجدي وخلال فترة معقولة للقوائم الانتخابية وإعادة تقسيم الدوائر الجديدة الذي يقرب الناخب من مركز الاقتراع وذلك قبل التصويت. يشار الى انه سيسدل الستار على الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية بغينيا غدا الخميس بعد ازيد من شهر من انطلاقها في ال23 اوت الماضي. يشار ايضا الى ان آخر مرة أجريت فيها انتخابات برلمانية في غينيا يعود إلى شهر جوان عام 2002 برئاسة الجنرال لانسانا كونيه الذي وافته المنية في شهر ديسمبر عام 2008 والذي تولى حكم البلاد لمدة 24 عاما.