دعا مشاركون في أشغال لقاء دراسي يوم الأربعاء بسوق أهراس إلى "ضرورة تنشيط المسار السياحي للقديس سانت أوغستين" وذلك من خلال اعتماد "الإقامة لدى الساكن كصيغة للإيواء السياحي". وأعتبر ممثل الوكالات السياحية المعتمدة بولاية سوق أهراس الأستاذ محي الدين شياحي في أشغال هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بالولاية بأن "صدور المنشور الوزاري المشترك بين وزارتي كل من السياحة والصناعة التقليدية والداخلية والجماعات المحلية يعد فرصة وإمكانية من أجل استقطاب أكبر للسياح في المجال الثقافي والديني". وبعدما أشار إلى أن هذه الصيغة من شأنها "ضبط هذا النشاط وجعله أكثر شفافية من جهة وضمان سلامة وأمن الساكن المؤجر والسياح المستأجرين من جهة أخرى" أوضح ذات المتدخل في هذا اللقاء الذي حضرته بالإضافة إلى سلطات الولاية عدد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية وممثلي وكالات السياحة والأسفار بأن "سوق أهراس لها من القدرات والمؤهلات السياحية ما يضمن لها الإقلاع في هذا المجال". فسوق أهراس بما تتوفر عليه من مواقع أثرية على غرار خميسة ومادور وكاف لمصورة واحتضان مقر ولايتها لشجرة زيتونة أوغستين الذي ولد فيها وكتب تحتها مؤلفاته ودرس بجامعتها بمادور يمكن أن تكون مقصدا عالميا للسياح داعيا إلى ضرورة الترويج لهذه الشجرة لاستقطاب عدد أكبر من السياح . من جهته أوضح مدير السياحة والصناعة التقليدية السيد زوبير بوكعباش بأنه من شأن تجسيد هذه الصيغة أن يسمح بتفادي النقص الفادح في مجال قدرات الإيواء على مستوى الفنادق بهذه الولاية الحدودية مشيرا إلى أهمية إقامة محلات لبيع منتجات الصناعة التقليدية عبر مسار هذه الشخصية. وقبل ذلك استعرض مدير السياحة أمام الحضور المنشور الوزاري المشترك المنظم للإقامة لدى الساكن وهو المنشور الذي جاء لتلبية الطلبات المتزايدة للسياح أثناء العطل وفترات الراحة وللحد من العجز في قدرات الإيواء. وتمت الإشارة خلال هذا اللقاء الدراسي الذي حضره كذلك ممثلو عدة جمعيات والذي بادرت إلى تنظيمه مديرية السياحة تجسيدا لتوصيات المجلس الشعبي الولائي في دورته الأولى لشهر أفريل الأخير وبمناسبة إحياء اليوم العالمي للسياحة المصادف ل27 سبتمبر من كل سنة- إلى أن سوق أهراس لها من المؤهلات ما يمكنها استقطاب سياح من داخل وخارج الوطن. أما الخبير في مجال السياحة الأستاذ حسين ريزي فأوضح بأن هذه الصيغة المعمول بها عالميا وحتى في عديد من الدول المجاورة تحتاج إلى تنظيم لضبط النشاط السياحي في مجال الإيواء بطريقة قانونية والتمكن من إحصاء وبدقة عدد السياح الذين يزورون البلاد مشيرا إلى تجربة عدد من الولايات الساحلية على غرار تيبازة وعنابة وجيجل. ودعا متدخلون آخرون في ختام أشغال هذا اللقاء إلى ضرورة انخراط وكالات السياحة والأسفار والجمعيات والمجالس البلدية المنتخبة والمواطن في تجسيد هذه الصيغة التي لا يمكن نجاحها إلا بتحلي المواطن المستقبل للسائح ضمن هذه الصيغة بثقافة الضيافة وبإلمامه بما تزخر به منطقته من عادات وتقاليد ومواقع أثرية وذات وجهة سياحية.