يرى خبراء في مجال النقد السينمائي يوم الأربعاء بوهران أن النقد يجب أن يرافق مراحل إنجاز الفيلم حتى يساهم في تطوير السينما. وأبر هؤلاء النقاد خلال ندوة نظمت بمركز الإتفاقيات "محمد بن أحمد" في إطار الطبعة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي تحت عنوان "النقد السينمائي ..نظرات متقاطعة شمال-جنوب" أن النقد السينمائي البناء يجب أن يراعي جميع مراحل البناء السينمائي للفيلم وليس محتواه فقط. وذكر الناقد السينمائي التونسي اقبال زليلة أن النقد السينمائي البعدي ليس كافيا لتحقيق الغاية من النقد والتي تتجلى في المساهمة في ترقية أداء الفن السابع والرفع من مستوى ونوعية الأفلام المنتجة. وأشار أن تركيز النقد السينمائي على المحتوى أفقد هذا العمل الابداعي دوره الكبير في عالم الفن السابع الذي يحتاج إلى نقد يراعي جميع المسائل السينمائية من جوانب مختلفة تتعلق بالشكل والمضمون والنظر إلى الأفلام المنتجة في قالبها الزماني والمكاني والظروف التي تحوم حول مواضيعها على حد تعبيره. وأضاف أن "الإعتماد على الرؤية الذاتية في النقد السينمائي مثل المواقف السياسية والعواطف والتحدث باسم الانتماء ومقاربات جهوية أو عرقية قد تفضي إلى إصدار أحكام مغالطة وخاطئة لذا يجب أن يكون النقد في الفن السابع ذي طابع عالمي ويجب أن يحتكم لهذه الصفة الموضوعية المجردة من الذاتية". ومن جهته اعتبر الناقد السينمائي الفرنسي المهتم بالفن السابع في إفريقيا السيد أوليفيي بارلي أن "النقد السينمائي له مراجع أكاديمية وأسس عالمية وأخلاقيات مهنية من الضروري الرجوع إليها لأن النقد في الفن السابع ليس له هوية ولا إنتماء". وأضاف أن النقد السينمائي المعتمد على العاطفة لا يمكن أن يكون موضوعي ولا يجسد الهدف في جعل الفيلم أرضية للبحث والإبداع. وأعاب المتحدث ما اعتبره "بروز مفاهيم خاطئة في عالم النقد السينمائي مثل الناقد سفير لبلده" مضيفا أن "هذا المبدع المهم في حلقة الصناعة السينمائية ليس قاض ولا محام". وقد تناونت هذه الندوة التي طبعها نقاش واسع شارك فيه إعلاميون وسينمائيون تناول عده مسائل مرتبطة براهن النقد السينمائي خاصة بالنسبة لانتاج الأفلام المغاربية ونقدها سواء من داخل أو خارج المنطقة. كما تطرق المشاركون إلى "عوامل مهمة في بناء النقد السينمائي" مثل "من يكتب للسينما " و"دور المساحات التي يخصصها الإعلام للفن السابع" و"أثر ذلك في ترقية النقد".