صرح الناقد خليل دامون المشارك في المهرجان الدولي للفيلم العربي أن النقد السينمائي الفرنسي هو الوحيد الذي يستطيع أن يؤثر في الساحة السينمائية عكس النقد العربي الذي يبقى غير مؤثر بسبب درجة الأمية الموجودة في العالم العربي. وذكر نفس المتحدث أن النقد السينمائي المصري يبقى هو المؤثر في كل الدول العربية بحكم الإنتاج الغزير، وذلك ما جاء به مختلف المتدخلين في ندوة النقد السينمائي، وتكلم خليل دامون أيضا على مشروع تأسيس الإتحاد العربي للنقد السينمائي وهو حاليا قيد التشاور وأضاف أن مهرجان وهران له الفضل في جمع السينمائيين العرب من جديد لمناقشة هذا المشروع الذي يهتم بتجربة النقد السينمائي العربي، وذكر أن مهنة الناقد حسم فيها منذ مدة في ظل الظروف التي تعيشها السنيما العربية والبنيات الثقافية، وهناك خلط واضح يعمل الفاعلين السينمائيين العرب وعلى رأسهم النقاد على تجاوزه مع الإتفاق على كثير من الأشياء ولعل ذلك ما سيتأسس لأجله الإتحاد العربي للنقد السينمائي الذي لا يزال في مرحلة الدراسة والمناقشة بين النقاد العرب. وأضاف الناقد أن السينما العربية تعيش مرحلة دقيقة جدا على اعتبار أنه بعد مرور تقريبا 100 سنة على ميلاد السينما في الوطن العربي وإنطلاقا من مصر تأسست السينما بتفاوت ما بين الدول العربية، ولكن يضيف المتحدث الإنطلاقة كانت من مصر وهي التي أسست لصناعة سينمائية جد متطورة نظرا لعملية التوزيع الواسع في كل البلدان العربية. مضيفا أن مشاهدة الأفلام العربية في تلك الفترة كانت من أجل مواجهة الأفلام الغربية أو ما يسمى بالسينما الإستعمارية الدخيلة آنذاك. وتطورت هذه السينما يقول محدثنا وأعطت مخرجين كبار وتيارات سينمائية منها السينما الموسيقية والسينما الكوميدية والسياسية وغيرها، ورأى أنه يجب بالضرورة التكلم عن السينما الجزائرية التي أعطت بعد الثورة أفلاما مهمة جدّا يؤرخ لها في السينما العربية وبعدها ظهرت السينما في المغرب وتونس وقال أن السينما المصرية تعد توجّها وصل إلى بابه المسدود وأعتقد أنها وصلت إلى نهايتها وبدأ بالتالي المشاهد العربي يتوجه إلى سينما أخرى، مثلا السورية والتونسية والمغربية وحتى في التركري وظهرت مواضيع جديدة وكتابات جديدة تكاد تغطي على النموذج الواحد الذي كان سائدا في مصر، وأمام تراجع السينما المصرية من حيث الكم تقدمت السينما العربية الأخرى. وتأسف الناقد السينمائي خليل دامون لأن السينما العربية لم تحصل على جوائز في المهرجانات الدولية، وقال أنه لا يذكر هناك فيلما عربيا تحصل على جائزة في كان أو في مهرجان برلين أو مهرجافونيس في إيطاليا وكل المهرجانات الكبرى التي تؤشر على أن هناك سينما أو لا، قال ذلك، وكأنه نسي السعفة الذهبية التي افتكها لخضر حمينة في كان 1975 عن فيلم »وقائع سنين الجمر« وكذا فيلم »أنديجان« الذي حصل على جائزة أحسن دور رجالي، وفيلم »خارجون عن القانون« الذي صنع الحدث بكان 2010 ونال الجائزة حتى أنه رشح لنيل الأوسكار. رغم ذلك أثنى خليل دامون وأشاد بالسينما الجزائرية الثورية على وجه الخصوص. وطلب من السينمائيين العرب أن يوجّهوا إنتباههم أكثر إلى ما يمكن أن يمس الواقع الحالي لما يعيشه المواطن العربي من مشاكل وهموم بأسلوب مختلف بعيدا عن الأسلوب الدرامي والأسلوب الفكاهي الفجّ ودعى إلى بحث سبل أخرى لبناء تجربة تغذية أخرى للتمكن من منافسة السينما المتطورة في العالم مثل السينما الكورية والهندية. وأشار المتحدث بلهجة ناقد إلى إشكال يخص إعادة فتح القاعات السينمائية التي أصبحت تغلق يوما بعد يوم والإنتباه إلى عملية تكوين السينمائيين والنقاد أيضا لأن التأطير مهم جدا لمستقبل الفن السابع العربي، وأضاف أن السينما العربية تعيش في مرحلة مخاض ولا يمكن القول أنها تعيش أزمة ونفس الشيء بالنسبة لعملية النقد السينمائي التي تبقى غير مؤثرة مقارنة بالتجربة الأوروبية، وعن حال السينما العربية من وجهة نظره كناقد قال خليل دامون أنها لا تزال على حالها، ولم تتطور كما يجب أن تتطور وذكر أن السينما المسماة بالسينما السائدة أي أنه بمجرد بداية الفيلم تعرف نهايته وهذه مهمة النقد الذي يجب أن يتناول هذا الجانب وذكر أنه إذا تم الإستمرار في هذه الحالة، فإننا لن نقدم شيئا. وتوقف الناقد عند النماذج السينمائية المغايرة التي جاء بها مخرجون جزائريون ومغاربة مقيمون بأوروبا، بحيث طرحوا قضايا معاصرة للشباب، وموضوع الهجرة الذي فرض نفسه ومشاكل أخرى طرحت بشكل دقيق وذلك ما يبحث عنه هذا الجيل لأن السينما في اليوم أمام ثقافة أخرى مختلفة واهتمامات مختلفة. وتكلم خليل دامون الذي نزل ضيفا على مهرجان وهران على ضرورة الإهتمام بالبنية التحتية وتأسف على عدم وجود صناعة سينمائية في الدول العربية باستثناء مصر أي أنه ليس هناك دور للتوزيع وذكر على سبيل المثال الفيلم الجزائري الذي لا تشاهده المغرب وباقي الدول العربية الأخرى إلا في المهرجانات وهي مسألة يجب أن تحل على صعيد المسؤولين على السينما في الوطن العربي، وقال إننا نستهلك الصورة بشكل واسع ولكن لا نستطيع أن يكون لنا رد فعل جيد لثقافة سينمائية وذلك عيب دعا الناقد إلى تداركه في المستقبل. والمهرجانات السينمائية حسب المتحدث، تعتبر الفرصة الوحيدة لمتابعة الأفلام العربية الأخرى بالنسبة للنقاد والمهتمين بالسينما وقال إنهم أصبحوا يلهثون ويجرون لحضور مثل هذه المهرجانات المهمة جدّا وقال أنه يجب أن تكون هذه المهرجانات متخصصة مثل مهرجان وهران المتخصص في السينما العربية وذكر إلى إمكانية وجود مهرجانات متخصصة أخرى وهذا حتى لا تبذر الأموال والطاقات.