دعا عدد من المجاهدين يوم الثلاثاء بالجزائر الى الاسراع في تدوين مختلف عمليات تهريب الاسلحة من الثكنات العسكرية خلال ثورة التحرير من قبل جزائريين كانوا مندسين داخل قوات الاستعمار الفرنسي. وأكد المجاهدون خلال ندوة نظمها نادي جريدة المجاهد أهمية الاستماع الى الشهادات الحية للمجاهدين الذي عاشوا تلك العمليات حتى يتم تدوينها ووضعها في الارشيف الوطني لتستفيد منها الاجيال القادمة. وفي هذا الاطار ذكر المدير العام للارشيف الوطني عبد المجيد شيخي أن قيادة ثورة أول نوفمبر 1954 استعملت كل "الوسائل لمواجة الاستعمار ومنها الاعتماد على جزائريين مندسين في قوات الاحتلال لتهريب الاسلحة من الثكنات وايصالها الى جيش التحرير". وأوضح أن قيادة الثورة كان "تشرط على هؤلاء الجزائريين الذين يريدون الالتحاق بالثورة تزويد هذه الاخيرة باسلحة من ثكنات الاستعمار" مبرزا في نفس الوقت أهمية "تسليط الاضواء على هذا الموضوع من خلال الاستماع لشهادات اولئك الذين شاركوا في تلك العمليات حتى يتمكن أهل الاختصاص من تدوين عمليات تهريب الاسلحة من ثكنات الجيش الفرنسي وايصالها لقيادة الثورة". ومن جهته أكد المجاهد صالح رحماني أن الثورة "اعتمدت في بدايتها على العديد من الجزائريين المجندين في جيش قوات الاستعمار في التخطيط لعمليات عسكرية ضد هذه القوات والاستلاء على اسلحة من ثكنات القوات الفرنسية بالجزائر كانت الثورة في أشد الحاجة اليها". وأشار المجاهد رحماني الى ان قيادة الثورة اعتمدت بصورة كبيرة على هؤلاء الجزائريين لتزويدها بالاسلحة لمواجهة الاستعمار موضحا في نفس الوقت بان عمليات تهريب الاسلحة من ثكنات قوات الاستعمار كانت تحدث "ضجة اعلامية كبيرة لصالح الثورة". وبدورها أبرزت المجاهدة ليلى الطيب أهمية تسليط الاضواء على موضوع "تهريب الأسلحة من ثكنات الجيش الفرنسي وايصالها الى جيش التحرير لمواجهة الاستعمار ومخططاته الجهنمية". وذكرت المتحدثة أن "الجزائريين الذين قاموا بتهريب الاسلحة من ثكنات الجيش الاستعماري قد وضعوا خبراتهم العسكرية في خدمة الثورة وتدريب المجاهدين في ادارة المعارك والتصدي لقوات الاستعمار". وعقب ذلك قدم بعض المجاهدين شهادات حية عن بعض الجزائريين الذين قاموا بتهريب الاسلحة من ثكنات الاستعمار ومنهم على وجه الخصوص السعيد بن طوبال (منطقة الوسط) والرائد الزوبير حمايدية (الولاية الخامسة) والرائد عبد الرحمان بن سالم (منطقة الشرق) وكذا المرحوم مسعود زقار الذي قام بتحويل طائرة فرنسية الى تونس كانت محملة بالردرات استعملت من قبل المجاهدين والفرنسي الاصل هنري مايو.