تعرف أسواق المواشي بولاية البيض تراجعا " نسبيا" في أسعار الأضاحي مقارنة بالسنة الماضية ووفرة في العرض الذي يترجمه التعداد الكبير لرؤوس المواشي التي تغص بها الأسواق إضافة إلى التوافد الكبير للموالين و مربي الأغنام الذين باتت الأسواق الأسبوعية تشكل قبلتهم الوحيدة وذلك قبل أقل من أسبوع من حلول عيد الأضحى المبارك. ورغم أن معظم الآراء تجمع على هذا التراجع النسبي في سعر الأضحية مقارنة بعام 2012 إلا أن واقع الحال يشير الى أن سعر الكبش يبقى يتراوح بين 25 ألف دج و 50 ألف دج و النعجة بين عتبة 18 ألف دج و 25 ألف دج و الحولية بين سقفي 17 ألف دج و 30 ألف دج وهي الأسعار التي وقفت عليها "وأج" ميدانيا خلال آخر سوق أسبوعية بمدينة البيض. وبرأي رئيس الغرفة الولائية للفلاحة السيد بوعزة محمد ومسؤول المفتشية الولائية للبيطرة السيد سعد هواري فإن هذا التراجع يعود لكون أن السوق تخضع دائما لمعادلة العرض والطلب وهو الأمر الذي يفسر بصفة منطقية تراجع الأسعار "نسبيا" مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة نتيجة نقص الإقبال على السوق . ووفقا لذات المصادر فإن السعر عرف تراجعا متباينا بين 5 آلاف دج و 10 آلاف دج مقارنة بعام 2012 غير أن الأمر قد لا يسلم من تغيرات مفاجئة خلال الأيام المقبلة وقد تؤثر في هذه الأسعار. —البيع بالجملة .... خيار غالبية الموالين - - ويسيطر على سوق البيض التوجه لتبني خيار البيع بالجملة لدى غالبية الموالين الراغبين في تسويق مواشيهم بالنظر إلى عدة عوامل ولعل من أهمها السرعة في العملية إضافة إلى تفادي عمليات الفرز التي من شأنها أن تؤثر في تحقيق السعر الملائم. ويلاحظ بين الفينة و الأخرى جمعا من الموالين و التجار في حلقات صغيرة أمام قطيع من الأغنام الذين ينحصر حديثهم حول السعر الذي وصلت إليه المواشي وهنا يدخل عامل التفاوض في رفع السعر جزئيا و محاولة الظفر بصفقة البيع لتكون عبارة "الله يربح " الحاضر الأكبر خلال مختلف التعاملات حسبما لوحظ . ويفرض أسلوب البيع بالجملة طابع المزايدة حيث غالبا ما يعرف السعر قفزة ماراطونية بنفس الموقع بقيمة تتعدى في غالب الأحيان عتبة الخمسة (5) آلاف دج. ويرجع العديد من الموالين ومن بينهم السيد ر. عبد القادر تبني آلية البيع بالجملة إلى دخول المضاربين الذين يحاولون بشتى الطرق التحكم في السوق و بسط نفوذهم في تحديد السعر المرجعي للمواشي. —تدابير لتطويق نشاطات المضاربين— وعن مدى تأثر السوق بعامل المضاربة أوضح مسؤول مفتشية البيطرة أن السوق لن تكون في منأى محترفي المضاربة غير أن تأثيرهم لن يكون بالشكل القوي بالنظر إلى عامل الوفرة الذي يفرض نفسه فضلا عن رزنامة الإجراءات التي تبنتها الدولة في ذات المجال كما هو الحال بالنسبة لعمليات المراقبة الدورية لمختلف أسواق المواشي. وكذا اشتراط تسليم شهادات صحية خاصة بالمواشي لتسمح للموالين و المربين بالتنقل بقطعانهم لتسويق مواشيهم خارج تراب الولاية مما يحصر الأمر في أصحاب المهنة دون غيرهم من الدخلاء وهي كلها تدابير تساهم بوقف النزيف و تطويق المضاربين. — "السرندي" سلالة مغربية غير مطلوبة بالبيض— وتتواجد بأسواق ولاية البيض سلالة "السرندي" وهي أغنام مغربية المنشئ وهو الأمر الذي أكده رئيس الغرفة الولائية للفلاحة الذي صرح أن تعدادها ليس بالكبير ولن تؤثر في أسعار المواشي لكونها غير مطلوبة محليا بالنظر إلى جودة السلالة المحلية المعروفة بإسم "الرنبي" التي تتميز بلحومها ذات المذاق الرفيع و الصوف الناصعة البياض. —التدابير الوقائية بالحدود الغربية ساهمت في وضع حد لاستنزاف المواشي— ويشير عدد من العارفين بخبايا سوق الأغنام بالجهة الجنوبية الغربية أن أسعار المواشي عشية حلول عيد الأضحى المبارك ستعرف استقرارا "ملموسا" و تراجعا نسبيا مقارنة بالسنة المنصرمة بالنظر إلى التدابير الأمنية الوقائية التي تم تبنيها على مستوى الحدود الغربية لوضع حد لإستنزاف الإقتصاد الوطني و تطويق عمليات تهريب المواشي إلى البلدان المجاورة. —أسواق بوقطب والبيض من أكبر أسواق المواشي بالوطن— للتذكير فإن أسواق كل من بلديتي بوقطب والبيض تعتبران من أكبر الأسواق الوطنية في سوق المواشي بالنظر إلى التعداد الهام من رؤوس المواشي الذي تستقطبه كل أسبوع بنحو يفوق 30ألف رأس من الغنم في كل سوق . و تشير إحصائيات المفتشية الولائية للبيطرة أن ولاية البيض تتوفر على أكثر من 300 ألف رأس من الأغنام التي يتم نقلها إلى خارج إقليم الولاية خلال عيد الأضحى المبارك في حين أن عدد الأضاحي التي يتم نحرها عبر مجموع بلديات الولاية ينحصر في حدود40 ألف أضحية وفقا لما أفاد به المفتش الولائي للمصالح البيطرية السيد سعد هواري. وتحصي ولاية البيض أكثر من 7ر1 مليون رأس من الأغنام حيث تعد منطقة رعوية بالدرجة الأولى في حين أن المجموع العام للموالين يتعدى 16 ألف موال حسب إحصائيات المصالح الفلاحية لولاية بالبيض.