تنفرد الملاكمة الجزائرية، الاختصاص الأبرز في الحركة الرياضية الجزائرية، بشرف إهداء الجزائر أولى ميدالياتها الأولمبية، بفضل الثنائي موسى مصطفى وزاوي محمد، المتوجين بالبرونز في أولمبياد لوس أنجلس (الولاياتالمتحدةالأمريكية ) في عام 1984. فالملاكمة الجزائرية، نجحت في الحصول على ست ميداليات منها ذهبية واحدة وخمس برونزيات، منذ أول مشاركة للجزائر في الألعاب الأولمبية عام 1968 بمكسيكو (المكسيك). وتمكن موسى مصطفى (81 كغ) و زاوي محمد (75 كغ) من دخول التاريخ من بابه الواسع، عندما كتبا اسميهما بأحرف من نور في سجل الرياضة الجزائرية، بإهدائهما الجزائر أولى ميداليتيها الأولمبيتين (برونزيتين)، في الوقت الذي يبقى فيه المرحوم حسين سلطاني، الرياضي الجزائري الوحيد المتوج بميداليتين أولمبيتين بعد إحرازه للميدالية البرونزية في أولمبياد برشلونة (إسبانيا-1992) و الميدالية الذهبية في أولمبياد أطلنطا (الولاياتالمتحدةالأمريكية) في عام 1996. وعرفت مختلف طبعات الألعاب الأولمبية التي حضرت فيها الملاكمة الجزائرية مشاركة 48 ملاكما، 14 منهم شاركوا مرتين على غرار حسين سلطاني، نور الدين مزيان، شادي عبد القادر و عبد الحفيظ بن شبلة. وبقي سجل"القفاز" الجزائري، منذ موعد المكسيك (1968) الذي عرف مشاركة ملاكمين جزائريين و إلى غاية طبعة موسكو (الاتحاد السوفياتي سابقا) في عام 1980، خاليا من التتويجات. وبدأت الملاكمة الجزائرية تحصد ثمار مجهوداتها وتطورها في دورة لوس أنجلس 1984. فمن بين الملاكمين السبع المشاركين في المنافسة، اثنين منهم، موسى وزاوي، نجحا في الصعود على منصة التتويج، و إهداء الجزائر أولى ميداليتيها الأولمبيتين. وفي عام 1988 بسيول (كوريا الجنوبية)، أخفق الملاكمون الست الذين مثلوا الفن النبيل" الجزائري في تكرار إنجاز لوس أنجلس. أربع سنوات من بعد، جددت الجزائر العهد مع التتويجات الأولمبية بمناسبة أولمبياد برشلونة (لإسبانيا-1992)، بفضل حسين سلطاني (75 كغ) الذي افتك الميدالية البرونزية في هذه المنافسة التي شارك فيها ثمانية ملاكمين جزائريين. ويبدو أن بلاد "العم سام" كانت فأل خير على الملاكمة الوطنية التي شهدت انطلاقتها الكبرى، بتتويجها بميدالية ذهبية و أخرى برونزية في أولمبياد أطلنطا عام 1996. وكانت ذهبية أطلنطا، من صنيع المرحوم حسين سلطاني في وزن 60 كغ والذي أكد بالمناسبة تحسن مستواه اللافت، بعد أن كان قد توج أربع سنوات من قبل بميدالية برونزية في برشلونة، فيما توج محمد بحاري بالميدالية البرونزية في وزن (75كغ). وتبقى النتائج التي سجلت في اولمبياد أطلنطا، الأحسن في تاريخ مشاركات الملاكمة الجزائرية في الألعاب الأولمبية. ففي سيدني عام 2000، وخلافا لكل التوقعات، كانت الحصيلة الجزائرية، نسبيا، أقل مما كان ينتظر منها، حيث كان محمد علالو (5ر63 كغ)، الملاكم الوحيد الذي صعد على منصة التتويج بإحرازه الميدالية البرونزية. ولا يزال "الفن النبيل" الجزائري،- المتعود على الأمجاد الأولمبية والذي يسعى بشوق وحرارة للاستجابة لتطلعات الرياضي الجزائري-، منذ أولمبياد 2000، في رحلة البحث عن تتويج أولمبي يزين به سجله الذي يبقى مشرفا و واعدا.