تنطلق الألعاب الأولمبية في لندن بكثير من التشاؤم بالنسبة للجزائريين، الذين صدمتهم بعض الأحداث الهامشية التي بخّرت الأحلام، من العادة أن تصاحب المشاركة الجزائرية في الألمبياد منذ عام 1984، عندما أحرزت الجزائر أولى الميداليات البرونزية في الملاكمة، وهذا بعد أن تورط بعض العدائين في تعاطي المنشطات، وأيضا حادثة السرقة التي مسّت بشرف الجزائريين، وكانت بطلتيها لاعبتان في الكرة الطائرة الرياضة الجماعية المتواجدة في لندن. حكاية الجزائر مع الأولمبياد بدأت عام 1956 في ألعاب ملبورن الأسترالية، عندما حصل عداء الماراتون ميمون على ذهبية، ولكن بألوان فرنسية، لتكون أولى المشاركات الحقيقية في أولمبياد 1964 بواسطة الجمبازي لزهاري، ليلتحق به في أولمبياد 1968 في المكسيك الملاكم لبيض، وكانت مشاركات رمزيتية فقط من جل التواجد، لتكون أهم مشاركة في دورة 1972 بميونيخ، حيث كاد الملاكم لوصيف حماني أن يبلغ الدور نصف النهائي لولا تحيّز الحكام. وبين مقاطعة الجزائر رفقة الأفارقة دورة 1976 وألعاب موسكو التي قاطعها المعسكر الرأسمالي، انتظرت الجزائر إلى غاية ألعاب لوس انجلس التي لم يشارك فيها المعسكر الشرقي، وحصلت على أولى ميدالياتها في الملاكمة، بواسطة البطلين محمد زاوي وموسى مصطفى، رغم أن الميداليات من معدن البرنز، لينطفئ ضوؤها في سيول، ولكنها عادت بقوة في اسبانيا عام 1992 في ألعاب برشلونة، وحصدت لأول مرة المعدن الثمين بفضل العداءة حسيبة بولمرقة، التي رفعت ترتيب الجزائر إلى المركز السادس والثلاثين، لتؤكد تطورها في ألعاب أطلنطا عام 1996 بواسطة ذهبيتي مرسلي وسلطاني رحمه الله، الذي يعتبر الرياضي الوحيد الذي حصل على ميداليتين، إحداهما برونزية في دورة برشلونة، والثانية ذهبية في دورة أطلنطا. وحصلت الجزائر في تلك الألعاب على أحسن ترتيب لها، وهي الرتبة الثالثة والثلاثين في الترتيب العام، وكان حصول حماد على برونزية القفز العالي حدثا كبيرا، لأنه أول عربي وإفريقي يحصل على ميدالية في منافسة تقنية، وأنقذت بنيدة مراح دورة عام 2000 في سيدني بذهبية 1500متر، وسقطت الجزائر في عام 2004 بخروجها صفر اليدين من أثينا. ولولا الجيدو بفضية وبرونزية في آخر دورة في بكين، لكانت الجزائر قد خرجت نهائيا من المحفل العالمي، الذي لم تحصل فيه سوى على 14 ميدالية في تاريخها، وهو رقم مجهري إذا علمنا ان في رصيد الولاياتالمتحدة أكثر من 3000 ميدالية من كل المعادن.