يسعى الرياضيون الجزائريون المشاركون في أولمبياد لندن 2012 إلى رفع التحدّي أملا في تجاوز حاجز 14 ميدالية جزائرية، من بينها 4 ذهبيات المحصّل عليها حتى الآن في الدورات السابقة. وتعلّق الآمال بشكل كبير على الملاكمة التي عوّدتنا بالميداليات خلال الطبعات الاولمبية السابقة (1984، 1992، 1996 و2000) بحصدها ستّ ميداليات، بينها واحدة من المعدن النّفيس من قبل المرحوم حسين سلطاني في أولمبياد أطلنطا 1996. دورة لوس أنجلس 1984 أوّل تتويج جزائري تعود أولى الميداليات الأولمبية التي حقّقتها الملاكمة الجزائرية إلى موعد لوس أنجلوس 1984 بفضل الملاكمين محمد زاوي (71 - 75 كلغ) ومصطفى موسى (75 - 81 كلغ). بولمرقة.. مرسلي.. نورية مراح والمرحوم سلطاني من ذهب يعود الفضل الكبير للعدّاءة حسيبة بولمرقة التي كانت وراء نيل أوّل ميدالية ذهبية جزائرية في تاريخ الألعاب الأولمبية وعزف بذلك النّشيد الوطني (قسما) على مسامع العالم بعد فوزها في سباق 1500 متر في أولمبياد 1992 ببرشلونة (إسبانيا). من جهته، تمكّن العدّاء نور الدين مرسلي من تحقيق الذهبية في الأولمبياد الأمريكية في سباق 1500 متر، ليمسح بذلك تعثّره المفاجئ في الموعد الأولمبي ببرشلونة قبل أربع سنوات. وبقي سباق 1500 متر من السباقات المفضّلة بالنّسبة للجزائريين، حيث وفي الألعاب الأولمبية 2000 بسيدني (أستراليا) تمكّنت العدّاءة الجزائرية نورية بنيدة مراح من افتكاك الميدالية الذهبية وتحقّق بذلك أكبر مفاجأة في هذا الموعد الرياضي الكبير. وعلى غرار ألعاب القوى (6 ميداليات منها ثلاث ذهبيات) والملاكمة (ستّ ميداليات بينها ذهبية)، يأتي الجيدو في المرتبة الثالثة ضمن الرياضات التي شرّفت الجزائر بالألقاب الأولمبية بفضل الفضّية التي أحرزها المصارع عمار بن يخلف (أقل من 90 كلغ) والبرونزية التي نالتها صوريا حدّاد (أقل من 52 كلغ) وهما الرياضيان الجزائريان الوحيدان المتوّجان في أولمبياد بكين 2008. هل تستعيد الملاكمة الجزائرية بريقها الأولمبي؟ ينتظر من الملاكمة الجزائرية أن تعوّض غيابها عن منصّة التتويج خلال الموعدين الأولمبيين الأخيرين 2004 بأثينا (اليونان) و 2008 في بكين (الصين) بالتألّق في موعد لندن 2012، سيّما وأنها تعوّدت على التتويجات في المواعيد الأولمبية بلوس أنجلس (1984)، برشلونة (1992)، أطلنطا (1996) وسيدني (2000)، حيث يعلّق الجمهور الجزائري على هذه الرياضة الأمل في تحقيق الألقاب، سيّما بتواجد ملاكمين ذوي خبرة دولية كبيرة ومحضّرين بشكل جيّد لهذه التظاهرة. رياضيو الجيدو مطالبون بمواصلة تألّقهم يطمح رياضيو الجيدو إلى مواصلة تألّقهم، علما بأنها الرياضة الجزائرية الوحيدة التي توّجت في بكين 2008، حيث ترغب صوريا حدّاد (أقل من 52 كلغ) مثلما وعدت أن تكون ضمن المتوّجين في موعد لندن، حيث تعتبر المشاركة الثالثة بالنّسبة لهذه الرياضية بعد كلّ من أثينا 2004 وبكين 2008. أصداء من لندن * التحق الجزء الأكبر من الوفد الجزائري (28 رياضيا) بالعاصمة البريطانية لندن وهم الآن بصدد وضع اللّمسات الأخيرة على تحضيراتهم تحسّبا لهذا الموعد قبل ساعات قليلة عن إعطاء إشارة الانطلاقة الرّسمية لمنافساته التي تدوم حوالي أسبوعين. * حرص القائم الأوّل على القطاع وزير الشباب والرياضة السيّد الهاشمي جيّار على تشجيع الرياضيين وحثّهم على تحقيق نتائج طيّبة تكون في مستوى التطلّعات.. (عليكم التحلّي بالرّوح الرياضية وتشريف الوطن الذي يحتفل هذا العام بالذّكرى الخمسين لاستقلاله، إنني مقتنع بأنكم ستبذلون أقصى الجهود من أجل الفوز وتحقيق أحسن النتائج). * تزامن وصول الفوج الثاني من الوفد الرياضي الجزائري إلى مطار (هيرثرو) بلندن مع وصول وفود بعثات رياضية أخرى منها الوفد الفرنسي والسيريلانكي و هايتي. وتمّت عملية منح الاعتمادات للوفد الجزائري في وقت قياسي وبسلاسة كبيرة مرفوقة بابتسامة عريضة، الأمر الذي يعكس بوضوح الإمكانيات الكبيرة التي سخّرتها اللّجنة المنظّمة من أجل ضمان السير الحسن للدورة. * خلال عملية أخذ بصمات أعضاء الوفد الجزائري انتاب قلق كبير المصالح المعنية من شرطة الحدود ب (هيرثرو) بسبب عدم العثور على بصمات إحدى لاعبات المنتخب الوطني للكرة الطائرة. ولحسن الحظّ وبعد عدّة محاولات نجحت المصالح المعنية في استخراج بصمات اللاّّعبة الجزائرية. وحسب رئيس البعثة الجزائرية السيد محد عزوف فإن الأمر نفسه حدث في دورة سابقة مع العدّاءة سعاد آيت سالم. * تنقّل الوزير السابق للشباب والرياضة السيّد سيد علي لبيب مع الفوج الثاني من الوفد الجزائري إلى لندن تلبية لدعوة اللّجنة الأولمبية الجزائرية.. (أنا متواجد بلندن بدعوة من اللّجنة الأولمبية الجزائرية التي أحييها على هذه المبادرة). * قرّرت المصارعة صونيا إصلاح (أكثر من 78 كلغ) ومدرّبها سمير بوطبشة تأجيل تنقّلهما إلى لندن إلى غاية 30 جويلية الجاري، حيث فضّل المدرّب مواصلة التدريبات في الجزائر فيما كان رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو ضمن الفوج الثاني الذي حلّ بالعاصمة البريطانية أوّل أمس الثلاثاء. * سيكون لرئيس اللّجنة الأولمبية الجزائرية الدكتور رشيد حنيفي برنامجا مكثّفا على هامش الألعاب الأولمبية (لندن 2012)، خصوصا اجتماع اللّجنة الأولمبية الدولية تحت إشراف رئيسها جاك روغ الذي يحضر الألعاب الأخيرة له على رأس الهيئة الأولمبية الدولية. وسيشارك الدكتور حنيفي كذلك في أشغال ملتقى اللّجان الأولمبية الإفريقية. * لم يرتد السبّاح نبيل كباب الممثّل الوحيد للسباحة الجزائرية في أولمبياد لندن 2012، البذلة الرّسمية الخاصّة بالوفد الرياضي الجزائري لسبب وحيد وطريف هو أن البذلة التي منحت له كانت قصيرة بالنّظر إلى القامة الطويلة التي يتمتّع بها السبّاح، وعليه فإن الخيبة كانت بادية على وجه كباب. * جنّدت السلطات البريطانية عددا كبيرا من الجنود وأعوان الشرطة من أجل ضمان الأمن خلال الألعاب الأولمبية، وهو الأمر الذي تلاحظه بوضوح بمطار (هيرثرو) من خلال التواجد الكثيف لأعوان الشرطة المرتدين للبذلات الواقية للرصاص والمزوّدين بالأسلحة الأوتوماتيكية.