تحتل رياضة المعاقين في الجزائر، وهي الجزء الذي لا يتجزأ من حقل الرياضة، مركزا مرموقا ضمن أجندة احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، المقررة من 25 إلى 28 أكتوبر بالجزائر، بشعار تجديد الرياضة الجزائرية. رياضة المعاقين.. أو رياضة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، سارت في درب طويل. فمنذ تأسيس الاتحادية المعنية سنة 1979 عرفت هذه الرياضة تقدما ملحوظا خصوصا وأنها حظيت مختلف اختصاصاتها بعناية مميزة سيما المنتخبات الوطنية (رياضات فردية وجماعية). و منحت هذه الرياضة الجزائر سمعة طيبة في العالم بالنظر الى النتائج التي حققها رياضيو هذه الفئة خصوصا في الألعاب شبه الأولمبية وهي أهم موعد بالنسبة للاشخاص المعاقين. ومنذ انطلاق هذه الألعاب ببرشلونة 1992، كانت المشاركة الجزائرية دوما مثمرة بالنتائج بتحقيقها 57 ميدالية (19 ذهبية و13 فضية و25 برونزية) ضمن ست طبعات شبه أولمبية عرفت حضورا قويا للجزائريين. ويبقى اسم العداء محمد علاك (الملقب بارنب سباقات السرعة) راسخا في الأذهان، بما أنه الرياضي الجزائري والعربي والافريقي الوحيد الذي تحصل على لقبين أولمبيين (100 متر و 200 متر) محطما رقمين قياسيين عالميين (03ر12 و 32ر24) في أول العاب شبه أولمبية شارك فيها. كما فتح هذا ''المشاكس" الابواب على مصراعيها لمواطنيه في مختلف المواعيد العالمية أو شبه الأولمبية. وكان الفضل لزمنه وزمن آخرين كفوزي بلال، يوسف بوجلطية، بشير زرقون، حكيم يحياوي وغيرهم في فتح مستقبل مشرق لهذه الرياضة في الجزائر من خلال بروز جيل جديد وأبطال آخرين كالمصارعين نين مسعود و سيد علي العمري و مولود نورة، و زوبيدة بوعزوق (الجيدو). اضافة الى صفية جلال و نادية مجمج وكريم بتينة ونسيمة صايفي و مونية قاسمي و سمير نويوة و كمال كرجنة و بحلاز الهواري ومؤخرا محمد برحال وعبد اللطيف بقة (كلهم في رياضة العاب القوى). وبتألق رياضييها بعد الحصاد الوافر من الألقاب والميداليات، أصبحت رياضة دوي الاحتياجات الخاصة تحظى باحترام الجميع داخل وخارج الوطن، حيث لم يتقصر الأمر على الاختصاصات الفردية بل تعدى ذلك الى الجماعية على غرار تأهل منتخب كرة السلة للمعاقين الى مونديال برمنغهام (بريطانيا) 2010 لاول مرة في تاريخ عهده الرياضة اضافة الى ثلاثة ألقاب إفريقية وكذا المشاركة المشرفة للمنتخب الوطني لكرة الجرس في الألعاب شبه الأولمبية 2012 ناهيك عن تألقه في المحافل الدولية الاخرى. غير أن هناك عملا كبيرا ينتظر رياضات أخرى على غرار الكرة الطائرة جلوس، السباحة، رفع الأثقال للمعاقين، تنس الطاولة، كرة القدم للمكفوفين. وينتظر الجميع الموافقة على تأسيس لجنة شبه أولمبية بحلول عام 2014، كي تمنح هذه اللعبة نفس وبعد جديدين، اضافة الى تخفيف الضغط على الاتحادية الحالية التي تتولى شؤون العديد من الاختصاصات لهذه الفئة. ومن المرتقب أن تمنح هذه اللجنة طفرة نوعية هامة بهدف تحسين رياضة المعاقين وتعميمها عبر التراب الوطني بتسخير الموارد البشرية والمالية بالإضافة الى المرافق الضرورية التي من شأنها أن تدعم رياضيي هذه الشريحة وتسهل لهم المهام.