يتوجه قرابة ثمانية ملايين ناخب في مدغشقر غدا الجمعة إلى مكاتب الإقتراع لإختيار رئيسا جديدا وسط تجاذبات سياسية أفرزتها أزمة تشهدها البلاد منذ أربع سنوات اثر الإطاحة بالرئيس السابق مارك رافالومانانا. و يسدل اليوم الخميس الستار على الحملة الانتخابية للرئاسيات التي يعول عليها لإخراج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية. و من المقرر ان يتنافس في الدور الأول من الرئاسيات غدا 33 مترشحا و في حالة ما إذا لم يحقق إي منهم 50 بالمائة من الأصوات يجرى الدور الثاني يوم 20 ديسمبر المقبل للحسم بين المرشحين الاثنين اللذين تحصلا على أكثر نسبة من الأصوات. ومن بين المرشحين روبينسون جان لويس مرشح الرئيس السابق مارك رافالومانانا في الانتخابات الرئاسية، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بدعوة رافالومانانا للعودة إلى البلاد لحضور مراسم تنصيبه كضيف شرف في حال فوزه في الانتخابات . و يغيب ثلاثة مرشحين للانتخابات الرئاسية وهم الرئيس الانتقالي الحالي اندري راجولينا والرئيس السابق ديديير راسيراكا و لالاو رافالومانانا زوجة رئيس مدغشقر الأسبق مارك رافالومانانا وذلك بعد إصرار الاتحاد الإفريقي ومجموعة تنمية الجنوب الإفريقي "سادك" وقوى دولية أخرى على ضرورة استبعادهم باعتبارهم "كانوا أطرافا في الأزمة" التي تشهدها البلاد. يذكر أن رافالومانانا هو في المنفى بجنوب أفريقيا منذ الإطاحة به عام 2009 من قبل أندري راجولينا الرئيس الحالي. و لضمان السير الحسن للانتخابات التي يعلق عليها امال كبيرة لاخراج البلاد من أزمتها السياسية و الاقتصادية أرسلت العديد من الدول مراقبين لهذه الانتخابات في الدولة الواقعة بالمحيط الهندي وأعربت عن أملها في أن تتسم ب"السلمية والعدل والشفافية لمصلحة الشعب". -دعوات دولية لإجراء انتخابات حرة و نزيهة- دعت الولاياتالمتحدة مدغشقر الى اعادة الحكم الديمقراطية للبلاد من خلال انتخابات حرة ونزيهة حيث قالت و على لسان جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية "ندعو زعماء البلاد السياسيين الى العمل نحو اجراء انتخابات حرة ونزيهة ومنظمة دوليا تعيد الحكم الديمقراطي والى اجراء انتخابات حرة ونزيهة ومستقلة". من جهتها رحبت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي انكوسازانا دلاميني زوما بهذا الاجراء و قالت انه سوف "يؤذن باستعادة النظام الدستوري ووضع حد للازمة السياسية" القائمة في البلاد. و ناشدت زوما مختلف الاطراف السياسية والاجتماعية في مدغشقر الاسهام بشكل ايجابي في العملية الجارية من أجل إعلاء مصالح شعب مدغشقر الذي عانى بالفعل من ازمة سياسية استمرت عدة سنوات في البلاد وحثتهم على العمل باتجاه المصالحة وتشجيع السلام والديمقراطية. -أزمة سياسية و اقتصادية خانقة تعيشها مدغشقر- يأمل المجتمع الدولي في أن تؤدي هذه الانتخابات الى حل الأزمة السياسية والإقتصادية التي تشهدها البلاد منذ عام 2009 عندما استولى الرئيس أندري راجولينا على السلطة بدعم من الجيش وأطاح بالرئيس السابق مارك رافالومانانا. تجدر الاشارة الى ان المجتمع الدولى دعا فور اندلاع المأزق السياسي فى ديسمبر الماضى الطرفين المتنازعين وهما رافالومانانا وزعيم المعارضة اندرى راجولينا الى ايجاد مخرج سلمى للأزمة السياسية وهى اسوأ أزمة تحدث منذ سنوات فى الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندى. ويكتنف الغموض الانتخابات الرئاسية المقررة في مدغشقر غدا والتي تهدف إلى وضع حد للحكم العسكري وإعادة الدولة الجزيرة إلى المجتمع الدولي خاصة و ان مشكلات تنظيمية قد طفت على السطح ولكن في حال إجراء الانتخابات في هذا البلد الاقل نموا والذي يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة بشكل هادئ فإن كميات كبيرة من المعونات الدولية هي في أمس الأول الحاجة إليها ستعاود التدفق عليها. يشار الى انه قبل الانقلاب الذي سانده الجيش هناك في عام 2009 والذي أدى إلى تولي الرئيس أندري راجولينا السلطة كانت المعونات تشكل حوالي 70 بالمائة من ميزانية الحكومة وفي السنوات الأخيرة انكمش إجمالي الناتج المحلي حيث يعاني معظم السكان من فقر مدقع. كما تجلت الازمة اقتصادية في عدم تمكن نحو 1.5 مليون طفل من الالتحاق بالمدارس بسبب ازدياد الفقر في البلاد وفق ما كشفت "اليونيسف" قبل أربعة أيام من الإنتخابات الرئاسية . وقال ممثل "اليونيسف" في مدغشقر ستيفن لوويرييه خلال مؤتمر عقد في جوهانسبرغ إن "1.5 مليون ولد لا يرتادون المدرسة الإبتدائية وهذا جيل ضائع" مشيرا الى انه في العام 2008 وهو العام الدراسي الأخير قبل اندلاع الأزمة السياسية الجديدة كان في المدارس الإبتدائية 4 ملايين طف لا اكثر مؤكدا على ان "الأمور بقيت على حالها أو حتى تفاقمت". و بغض النظر عن النتيجة النهائية للانتخابات أعرب المرشحون كافة 33 عن الحاجة إلى إعادة ترسيخ القانون و رفع كافة العقبات السياسية التي تبدو في الوقت الراهن معقدة.