اعتبر الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب" النهضة" الاسلامي الحاكم في تونس امس الاحد أن نجاح الحوار الوطني المنعقد حاليا ستكون له "انعكاسات ايجابية" في مواجهة ظاهرة الارهاب وبسط الامن . وفي حديث تلفزيوني وصف المتحدث ظاهرة الارهاب ب " الوباء الضارب فى جميع أنحاء العالم" موضحا بان المتطرفين اذ أصبحوا يمارسون العنف فانهم اصبحوا" طرفا معاديا للشعب التونسي وحكامه وأمنه وجيشه " وفق تعبيره . وكانت مختلف المناطق في تونس مسرحا لاشتباكات دامية بين الاجهزة الامنية وعصابات ارهابية راح ضحيتها عدد من اعوان الامن كما تم العثور على اسلحة مختلفة ومتفجرات فيما حملت الجهات الرسمية مسؤولية هذه الاعتداءات لتنظيم "انصار الشريعة" الارهابي . ودعا الشيخ الغنوشي الى" الوقوف صفا واحدا " على الاصعدة الاعلامية والسياسية وفى المساجد فى مواجهة التطرف من اجل " الانتصار عليه" . وشدد على أن المرحلة الحالية ليست " لحظة صراع أو تجييش " بل هي مرحلة الوحدة بين جميع التونسيين من اسلاميين وغيرهم من العائلات السياسية " كي تصل البلاد إلى شاطئ الأمان" عبر إنتخابات تقبل كل الاطراف بنتائجها دون اي تشكيك حسب تصريحه. واعتبر أن بلاده" خرجت" من مرحلة التجاذبات بانطلاق الحوار الوطني وبانها " ستخرج" من المرحلة الإنتقالية نحو الديمقراطية حسب قوله. ويرى الملاحظون ان هذه الاعتداءات الارهابية تزامنت مع شروع الفرقاء السياسيين في الحوار الوطني من أجل تجاوز الازمة السياسية وتركيز دعائم الحكم وارساء المؤسسات الدستورية القارة. وعن جلسات لحوار الوطني المنعقدة منذ يوم الجمعة الفارط اكد المتحدث على "اهمية "ان تفي الحكومة بتعهدها بالإستقالة خلال ثلاثة اسابيع وأن ينهي المجلس الوطني التأسيسي في المقابل مهامه خلال المدة نفسها ليكون الإعلانين متلازمين وفق تعبيره . وشدد على "الحاجة الماسة" الى حكومة توافقية" لا يعترض عليها أي طرف" يفرزها الحوار الوطني للمرحلة الانتقالية الثالثة كي تضمن انتخابات شفافة ونزيهة وفق تعبيره . وكان ممثلو حزب" النهضة "الاسلامي الحاكم في البلاد وقوى المعارضة العلمانية قد وقعوا يوم 5 اكتوبر الجاري على خارطة الطريق التي ترمي الى اخراج البلاد من الازمة السياسية العويصة التي ازدادت بعد اغتيال السياسي الراحل محمد براهمي في شهر جويلية الماضي .