تحمل ولاية أدرار الواقعة بأقصى الجنوب الغربي الجزائري والتي تتهيأ لاستقبال الوزير الأول السيد عبد المالك سلال يوم الاربعاء المقبل آفاقا تنموية واعدة في عدة قطاعات حيوية مما يجعل من هذه المنطقة قطبا اقتصاديا وطنيا بامتياز سيما في مجالات الفلاحة والسياحة والصناعة. وانطلاقا من هذه المقومات سطرت الدولة عدة برامج تنموية سمحت بانجاز مشاريع هامة في عدة قطاعات حيوية مما ساهم في تحسين ظروف معيشة سكان هذه الولاية الحدودية الثانية من حيث المساحة الجغرافية (427.000 كلم2) والتي تعد إحدى بوابات الجزائر على بلدان الساحل الإفريقي. الفلاحة صمام أمان التنمية المحلية بأدرار وتتجلى هذه الآفاق من خلال توفرها على مساحة فلاحية إجمالية قوامها 366.077 هكتار لم تستغل منها إلى حد الآن سوى 35.687 هكتار في حين تقدر المساحة المسقية من هذه الأخيرة ب 27.460 هكتارا إضافة إلى وجود مساحات شاسعة وسهلة للاستغلال بطبيعة وضعيتها التضاريسية والجغرافية المنبسطة والتي تساعد في استغلالها تحت الرش المحوري خاصة في زراعة الحبوب. وقد عرف قطاع الفلاحة قفزة نوعية في استغلال الأراضي الزراعية من خلال مرافقة متعاملي القطاع بمختلف البرامج والوسائل إلى منح عقود الامتياز الفلاحي للشباب وفق الإجراءات التي أقرتها الحكومة لفائدة هذه الشريحة باعتبار الفلاحة رافد هام للتنمية المحلية لما ساهم به في استحداث مناصب الشغل وامتصاص البطالة إلى جانب تحقيق الأمن الغذائي نظرا لما تتوفر عليه هذه الولاية من مياه باطنية وأراض صالحة للزراعة عبر مساحات شاسعة إضافة إلى توفرها على واحات نخيل تضم 7ر3 مليون نخلة منها 7ر2 مليون نخلة منتجة ل 49 نوع من التمور حيث استفادت هذه الفضاءات من غلاف مالي قدر ب 16 مليار دج لتنميتها والمحافظة عليها مثلما أشارت إليه مديرية المصالح الفلاحية. كما تم في هذا الجانب إنشاء عدة محيطات فلاحية موجهة للشباب عبر مختلف أقاليم الولاية تندرج في إطار تنفيذ تعليمات مجلس الحكومة المتعلقة بإجراءات التشغيل على غرار محيط " واد غزالة " ببلدية أدرار الذي يضم 800 مستفيد من مقررات الامتياز الى جانب محيطات فلاحية بكل من بلديات أوقروت وزاوية كنته. وفي السياق ذاته جرى تجسيد مشاريع هامة لتحسين طرق السقي الفلاحي بشقيه الحديث والتقليدي من خلال حفر أزيد من 200 بئر عميقة وصيانة أكثر من 40 من الفقاقير التي تعد موردا اقتصاديا وموروثا ثقافيا في الوقت ذاته. قفزة نوعية في قطاع السياحة وتطلع نحو الاحترافية العالمية كما يعد قطاع السياحة بالولاية أحد المجالات الداعمة لجهود التنمية المحلية لما يساهم به في خلق مناصب الشغل والثروة سيما مع المشاريع المسجلة بالموازاة مع التدفق السياحي المتزايد نحو منطقة قورارة التي تعد مقصدا سياحيا بامتياز من خلال الحوار البديع بين كثبان الرمال وواحات النخيل والقصور الثرية والتي لا يكتمل مشهدها الجمالي إلا بالصناعات التقليدية والطبوع الفلكلورية مما يجعل من الولاية فسيفساء رائعة تستهوي الزوار من داخل و خارج الوطن . و قد حفزت هذه الحركية السياحية المطردة على إقامة عدة مشاريع عمومية وخاصة لانجاز مرافق الإيواء التي ساهمت في الرفع من قدرات الاستقبال التي عرفت قفزة نوعية من 380 سرير سنة 2001 إلى أزيد من 1.090 سرير مهيأة للاستغلال حاليا إلى جانب منح الاعتماد لستة مشاريع سياحية ستعزز الحظيرة السياحية ب1.200 سرير جديد فضلا عن تحديد 5 مناطق للتوسع السياحي عبر الولاية في حين عرف القطاع خلال السنة الجارية نقلة ملحوظة نحو خوض الاحترافية في الخدمات الفندقية من خلال إبرام اتفاق بين فندق رياض قصر ماسين التابع لأحد الخواص وسلسلة ''فوندوم'' العالمية المتخصصة في تسيير الفنادق. صيغة السكن الريفي تبقى الأكثر طلبا بأدرار أما في مجال السكن وبحكم الخصوصية الجغرافية لهذه الولاية الصحراوية الواقعة بالجنوب الكبير والمتميزة بانتشار أكثر من 490 قصر فقد استفادت خلال الفترة من 2010/ 2014 من 28.000 إعانة موجهة لنمط السكن الريفي منها 13.000 وحدة خلال السنة الجارية حيث استهلكت منها 9.000 إعانة كما تم خلال هذه الفترة تسجيل 7.150 وحدة من السكن الاجتماعي انطلقت معظمها في الأشغال سوى 240 وحدة سكنية في منطقتي برج باجي مختار وتيمياوين بسبب نقص عدد المقاولات. كما تم رصد 1.000 وحدة من السكن الترقوي المدعم ن إضافة إلى 500 وحدة في السكن الترقوي العمومي و800 وحدة سكنية في صيغة "عدل" حسب مصالح الولاية. واتخذت مصالح الولاية إجراءات ميدانية لمعالجة مشكل العقار الذي كان مطروحا سيما من طرف مستفيدي السكن وذلك باستحداث مساحات عبر كل بلدية لتمكين المعنيين من انجاز مساكنهم ضمن فضاءات عقارية تستجيب لمعايير ومتطلبات التهيئة العمرانية. مشاريع هامة لتحسين الخدمات الصحية و تقريبها من المواطن أما في مجال الصحة فقد استفادت الولاية من عدة مشاريع من شأنها تحسين وتقريب الخدمات الصحية من المواطن من أبرزها مشروع انجاز قطب طبي بعاصمة الولاية بغلاف مالي بلغ 15 مليار دج يضم أربع منشآت صحية من بينها مستشفى 240 سرير ومركز مكافحة أمراض السرطان إلى جانب عدة مستشفيات من صنف 60 سرير وعيادات متخصصة ومتعددة الخدمات عبر عدة دوائر بالولاية فيما يبقى التأطير الطبي المتخصص يشكل التحدي الأكبر للرفع من مستوى الخدمات بالهياكل الصحية وتدعيمها بأكثر من 850 سرير جديد. طفرة نوعية في انجاز الهياكل التربوية وشبكة معتبرة من الطرق لفك العزلة وعرفت ولاية أدرار طفرة نوعية في انجاز الهياكل التربوية ساهمت في القضاء على ظاهرة الاكتظاظ بحجرات الدراسة وتخفيف معاناة تنقل التلاميذ حيث شهدت انجاز وتسليم 7 ثانويات جديدة ومتوسطتين في ظرف سنة واحدة فيما تم الشروع في انجاز 4 ثانويات أخرى خلال هذه السنة. و بالنظر الى وضعية الولاية التي تبعد عن العاصمة ب 1.500 كلم وتباعد المسافات بين مختلف أقاليمها فقد تعززت الولاية بحصة معتبرة من شبكات الطرق لفتح منافذ نحو الولايات المجاورة وتقريب المسافات وهي تشمل محاور أدرار البيض و أدرار تندوف وأدرر أولف وصولا إلى حدود ولاية تمنراست. كما تبذل جهود كبيرة لانجاز طريق رقان برج باجي مختار الذي يقطع صحراء تانزروفت جنوب الولاية على مسافة 650 كلم الى جانب انجاز 190 كلم من الطرق البلدية لفك العزلة عن القصور.