حققت ولاية البيض التي تتأهب لإستقبال الوزير الأول السيد عبد المالك سلال غدا الخميس خلال السنوات الأخيرة أشواطا تنموية هامة عززت جهود تحسين المستوى المعيشي لسكان هذه الولاية. تشكل العزلة الجغرافية التي تتميز بها ولاية البيض أحد الرهانات الأساسية التي عملت مختلف البرامج التنموية على تذليلها من خلال تطوير شبكة الطرقات باعتبارها الشريان الحيوي للتنمية. و قد تم فتح محاور جديدة فكت العزلة عن الولاية كما هو الحال بالنسبة لمشروع الطريق الرابط بين ولايتي البيض و أدرار عبر بلدية البنود الواقعة أقصى جنوب عاصمة الولاية. وهو المحور الذي ساهم بشكل كبير في تقليص المسافات الفاصلة بين هذه المنطقة وولايات شمال الوطن. كما جرى فتح عدد من المحاور الأخرى التي تربط بين عديد البلديات النائية بولاية البيض كما هو الشأن بالنسبة للطريق البلدي الرابط بين بلديتي الأبيض سيدي الشيخ و بوسمغون و بين هذه الأخيرة و المنطقة السياحية لعين ورقة ( ولاية النعامة) وذلك ضمن توجه يرمي إلى وضع حلقة وصل بين مختلف المناطق السياحية والمعالم المتواجدة بالمنطقة بهدف تشجيع فرص الإستثمار في ذات المجال. ويعد الطريق الرابط بين بلديتي بريزينة ( ولاية البيض ) و متليلي (ولاية غرداية ) أحد المحاور الهامة التي ساهمت في تنشيط الحركة الإقتصادية بين مختلف البلديات الواقعة بمحاذاة نفس المحور إضافة إلى عامل تقليص المسافة بين بلدية متليلي والمناطق المتاخمة لها باتجاه مناطق شمال الوطن. ووصل إجمالي طول شبكة الطرقات الوطنية على مستوى ولاية البيض إلى أكثر من 843 كلم و62 كلم من الطرقات الولائية و 1.531 كلم ما بين طرقات بلدية و مسالك غير مصنفة كما تشير أرقام مديرية الأشغال العمومية. -التكفل بظاهرة التصحر لبعث النشاط الفلاحي وحماية الفضاءات الرعوية كانت ولاية البيض بالأمس القريب تعامي من أخطار التصحر بالنظر إلى موقعها الجغرافي ولعوامل مناخية عايشتها الولاية وفي مقدمتها ظاهرة الجفاف الأمر الذي جعلها أكثر عرضة لأخطار التصحر . ومكن تدخل الدولة من خلال إرساء إستراتيجية متعددة الأبعاد لمكافحة ظاهرة زحف الرمال والتي تتجلى في مخططات ترمي إلى المحافظة على المحميات السهبية مما سمح بإنعاش الغطاء النباتي الذي أعاد الأمل لدى عامة المواطنين و فئة الموالين بصفة خاصة. و بدأت الخطوات الأولى ضمن هذا التوجه من مساحة 20 ألف هكتار من المحميات السهبية سنة 1997 لتصل إلى أزيد من 817 ألف هكتار ساهمت المحافظة السامية لتطوير السهوب في تجسيدها ميدانيا وفق دراسات علمية بالإضافة إلى مختلف البرامج الأخرى المرتبطة بعمليات مد الأحزمة الخضراء على مساحات هامة أنجزتها المحافظة الولائية للغابات. و برزت بالموازاة مع ذات الأمر نظرة مستقبلية للعالم الفلاحي بالولاية من خلال جملة من المشاريع الإستثمارية الخاصة لجيل جديد من المزارعين تؤشر لمستقبل واعد للقطاع الفلاحي بالمنطقة خصوصا خلال السنوات الأخيرة التي قفزت فيها المساحات المسقية إلى نحو15.327 هكتار من إجمالي 71.702 هكتار صالحة للزراعة كما ذكرت مصالح الولاية . و قد أثمر نجاح تجربة المحميات السهبية في ترقية عامل إستقرار الموالين و مربي المواشي بالمنطقة خصوصا في ظل اعتماد آلية تأجير عدد من المساحات المحمية لفائدة ذات الفئة ضمن نظرة إقتصادية إجتماعية تسعى إلى تثبيت شريحة البدو الرحل و أيضا توفير مداخيل مالية لفائدة الخزينة العمومية و مختلف البلديات النائية المعنية بذات العملية كما أكدت مصالح المحافظة السامية لتطوير السهوب. -تعميم الغاز الطبيعي و الكهرباء رهان آخر في مسار ترقية الإطار المعيشي للسكان و صلت نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي بولاية البيض 85,11 بالمائة بعد أن كان الربط بهذه الطاقة الحيوية يشبه حلما بعيد المنال قبل سنة 1999 . وتعكس هذه النسبة كما ذكر المسؤول الولائي "الأولوية التي تخصها الدولة لمسألة تحسين المحيط المعيشي للمواطن" بولاية البيض و" التخفيف من معاناته" بالنظر إلى الخصوصية المناخية للمنطقة التي تتميز بالبرودة الشديدة شتاء . و شملت عملية الربط بشبكة الغاز الطبيعي 21 بلدية من مجموع 22 بلدية التي تشكل الخريطة الإدارية لولاية البيض حيث تتواصل الجهود لإستكمال العملية ببلدية لبنود النائية ( 200 كلم جنوب عاصمة الولاية ) ضمن برامج السنوات المقبلة حسب تعهدات القائمين على قطاع الطاقة و المناجم. و في سياق متصل سجلت عملية التموين بالطاقة الكهربائية نسبة تقدم هامة وصلت إلى حدود 94,03 بالمائة لفائدة 44.891عائلة قاطنة عبر أقاليم هذه الولاية حسب إحصائيات مصالح ذات القطاع . - وثبة معتبرة في مجال قطاع الموارد المائية رفع قطاع الموارد المائية بولاية البيض التي تتميز بشساعة إقليمها تحديا في مجال ضمان تموين منتظم ودوري بمياه الشرب للمواطنين حيث تركزت الجهود على محورين أحدهما اعتماد دراسات تقنية ناجعة جمعت بين ضرورة تلبية مختلف الإحتياجات من جهة فيما يعتمد الثاني من جهة أخرى على وضع آلية دقيقة تهدف إلى الحفاظ على المخزون الجوفي للثروات المائية المتوفرة باعتبار أن الولاية تقع بمحيط الشط الشرقي. و مكنت مختلف الجهود التنموية الخاصة بالقطاع بإنجاز 149 خزان مائي بسعة إجمالية كلية تقدر بأكثر من 53 ألف متر مكعب تستغل 129 منبع مائي غالبيتها مشكلة من الآبار العميقة بنسبة تدفق تقدر ب1.166لتر في الثانية بمعدل 147 لتر يوميا للفرد كحصة يومية منتظمة كما ذكر مسؤولو قطاع الموارد المائية . وبلغ عدد السكنات الموصلة بشبكة المياه الصالحة للشرب بالولاية 59.094 منزل بنسبة ربط تجاوزت91 بالمائة حسب ذات المصدر . ومكنت العديد من المشاريع التربوية هي الاخرى التي استفادت منها ولاية البيض من تعزيز فرص التمدرس لأبناء هذه الولاية حيث تتوفر الولاية حاليا على 140 مؤسسة تعليمية للطور الإبتدائي و47 متوسطة و 22 ثانوية موزعة عبر مجموع بلديات الولاية. و تتواصل الجهود لأجل تجسيد مشاريع تعليمية جديدة لفائدة عدد من البلديات ضمن مساعي تقريب المؤسسات التربوية من أبناء الولاية سيما عبر المناطق النائية. - تحسين الخدمات وتوسيع شبكة الهياكل الإستشفائية لضمان تغطية صحية أفضل تعمل مصالح قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية البيض على تحسين الخدمات الصحية وتوسيع شبكة الهياكل الإستشفائية بما يضمن تغطية صحية أفضل لفائدة سكان الولاية . وتبلغ نسبة التغطية الصحية حاليا معدل سرير واحد لكل 620 مواطن عبر ثلاثة مؤسسات إستشفائية متواجدة بكل من بلديات بوقطب و الأبيض سيدي الشيخ و عاصمة الولاية بقدرة استيعاب إجمالية تقدر ب 470 سرير إضافة إلى 18عيادة طبية متعددة الخدمات و 66 قاعة علاج منتشرة عبر جميع بلديات الولاية . و يشرف على تأطير هذه الهياكل الصحية 62 طبيب أخصائي و222 طبيب عام و 60 جراح أسنان و 933 من منتسبي سلك الشبه الطبي . ويتطلع القائمين على القطاع إلى الإستفادة من تعداد أوفر من الأطباء الأخصائيين لسد العجز المسجل في عدد من التخصصات غير متواجدة بالخارطة الصحية للولاية كما ذكر مسؤولو القطاع . - قفزة نوعية في الحظيرة السكنية بولاية البيض حققت الحظيرة السكنية بولاية البيض قفزة نوعية حيث تحصي الآن ما مجموعه 64.938 وحدة سكنية من ضمنها 25.683 سكن ذي طابع حضري و 37.197 وحدة عبارة عن بناءات ريفية لتصل بذلك نسبة شغل السكن الواحد بالولاية إلى 3.86 أفراد و هو ما يعكس القفزة الهامة التي حققتها مشاريع السكن خلال السنوات الأخيرة من خلال البرامج المسجلة ضمن مختلف صيغ السكن . ويجري عبر بلديات الأبيض سيدي الشيخ وبوقطب وبريزينة و عاصمة الولاية إنشاء أقطاب عمرانية جديدة تكون متنفسا للنسيج الحضري و مدن عصرية تتوفر على كافة الضروريات الخاصة بالحياة المعيشية للمواطن. - هياكل شبانية و مرافق ثقافية لإستقطاب المواهب و بعث الفعل الثقافي والإبداعي توفر ولاية البيض على 10 مراكز ثقافية و دار ثقافة و8 مكتبات بلدية وهي كلها فضاءات يراهن عليها في بعث الفعل الثقافي و استقطاب المواهب الثقافية و الإبداعية بما يسمح بترقيتها و المساهمة بشكل فعلي في تنشيط الساحة الثقافية والإبداعية المحلية كما أوضح مسؤولو قطاع الثقافة. ومن جهته يحصي قطاع الشباب والرياضة بذات الولاية 3 مركبات رياضية إثنان منهما في طور الإستلام بكل من بلديتي الأبيض سيدي الشيخ و بوقطب إضافة إلى مركب زكريا المجدوب بعاصمة الولاية الذي يستقبل الفئات الرياضية الموهوبة و الفرق و النوادي الناشطة في كرة القدم . كما يتوفر القطاع على 15 قاعة متعددة النشاطات و 136 ملعب جواري و 11 مسبح جواري إضافة إلى عدد هام من المرافق الرياضية المتواجدة عبر جميع بلديات الولاية حسب مسؤولي ذات القطاع. و حقق قطاع الشباب والرياضة وثبة نوعية من خلال جملة المشاريع المسجلة خلال العشرية الأخيرة التي شكلت متنفسا حقيقيا للشباب خصوصا عبر البلديات النائية التي كانت بالأمس القريب تفتقر لمثل هذه المرافق . إن ما حققه المسار التنموي بولاية البيض خلال السنوات الأخيرة يعد مكسبا ثمينا حيث تعمل السلطات المحلية على تحقيق المزيد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات من أجل تكرسي رؤية تنموية متوازنة تلبي حاجيات السكان والتوجه يرتكز حاليا نحو مجالات أخرى وفي مقدمتها الإستثمار في الصناعة من خلال إنجاز مصنعين لإنتاج الآجر بكل من بليتي عين العراك والغاسول فضلا عن تشجيع الإستثمار أيضا في المجال السياحي باعتبار أن المنطقة ذات طابع سياحي بامتياز .