أكد مدير جمعية الكتاب المقدس في بريطانيا القس ستيفن سايزر يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن الكنائس التاريخية والتقليدية ترفض رفضا مطلقا الحركة الصهيونية. و أوضح القس سايزر الذي نشط محاضرة بدار الإمام بحضور نخبة من المثقفين وممثلين عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمجلس الإسلامي الأعلى وبعض الجمعيات الثقافية والشخصيات السياسية أن "الحركة الصهيونية حركة سياسية ليس لها أي أساس في الكتاب المقدس وهي مرفوضة رفضا مطلقا من طرف الكنائس التاريخية والتقليدية". و في موضوع متصل ذكر القس سايزر الذي يشغل منصب نائب رئيس خدمات الكتاب المقدس في أوروبا بأنه "لا يوجد أي اختلاف بين الديانات السماوية" محذرا المسيحيين والأحرار ومحبي العدل في العالم من خطر "الصهيونية-المسيحية" القائمة على التمييز العنصري . وبالمناسبة دعا القس سايزر الجميع إلى "العمل معا" والتعاون مع المجتمع الدولي كرجل واحد وبطرق سلمية مثل ما حدث في جنوب إفريقيا ضد الميز العنصري من اجل "نصرة الحق وأصحابه" من جهة و"مناهضة دولة إسرائيل الكبرى المزعومة والمبنية على أكاذيب باطلة ليس لها وجود على أرض الواقع" من جهة أخرى. وبعدما قدم لمحة تاريخية عن جذور الحركة الصهيونية العالمية وأذنابها وكذا "أطماعها التوسعية بدون وجهة حق وعلى أساس اغتصاب أراضي الغير" قال أن الحركة الصهيونية "تعمل بكل ما لديها من قوة وبشتى الوسائل والطرق من اجل تحقيق مساندة دائمة لإسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين". كما تحدث المحاضر عن الوسائل والإمكانيات التي تستعملها الصهيونية-المسيحية "لبسط نفوذها والترويج لأفكارها عبر العالم كالإدعاءات ضد الدين الإسلامي والقيام بالحملات السياسية والإعلامية المغرضة عبر الوسائل الإعلامية الكبرى برشي الجمعيات والمنظمات والهيئات الدولية و تمويلها". في هذا الإطار أضاف الدكتور سايزر أن هناك أكثر من 200 منظمة صهيونية على مستوى العالم تنشط وتعمل في "الخفاء والعلن وبشتى الطرق في أوروبا وإفريقيا واسيا لتهجير اليهود نحو الأراضي الفلسطينية العربية". كما تقوم الحركة الصهيونية حسبه "بتجنيد الآلاف من الرهبان والمسيحيين للعمل لصالح إسرائيل وأطماعها التوسعية وكذا التحريض لإقامة المعابد والاستمرار في الحفريات للبحث عن الهيكل المزعوم". وبخصوص أهداف الصهيونية المسيحية أوضح القس سايزر أنها "غير إنسانية ومدمرة و معادية للإسلام والمسلمين و تدعو إلى التمييز العنصري وتمكين اليهود من الارتقاء على حساب كافة شعوب العالم". و شدد ذات المتحدث على ضرورة التعايش بين جميع الديانات واحترام حرية المعتقد مبرزا في هذا المجال "التشابه الكبير بين المبادئ التي يقوم عليها الإسلام و المسيحية الحقيقية". من جانبه ذكر ممثل السفار ة الفلسيطينة بالجزائر أن الكيان الصهيوني بنى أكثر من 70 كنيس بالقرب من المسجد الأقصى وأقام مدينة بأكملها من الحفريات حول الأقصى بحثا عن الهيكل اليهودي المزعوم وذلك في اطار "سياسة التهويد والمسح للتراث العربي الإسلامي التي تتبعها الحركة الصهيونية". للإشارة يزور القس ستيفن سايزر الجزائر بدعوة من كنيسة الثالوث الانجليكانية بالجزائر العاصمة ممثلة في راعي الكنيسة القس حمدي صدقي داود قصد الوعظ وتقديم سلسلة من المحاضرات في الفترة الممتدة من 11 إلى 18 نوفمبر الجاري. و قد نشر القس سايزر عدة كتب وقام بعدة زيارات دولية من أجل دعم السلام ودحض الحركة الصهيونية-المسيحية التي تدعم إسرائيل على حساب السلام في البلدان العربية.