تم يوم الإثنين بسوق أهراس التأكيد على أهمية استحداث آليات مساعدة على تغيير الذهنيات ودعم جهاز حماية الأسرة وتفعيل دوره وتوسيع صلاحياته بشأن المرأة والطفل لتفادي والتقليل من كل أشكال العنف ضد النساء. وأوضح متدخلون في أشغال لقاء دراسي احتضنته دار الطفولة المسعفة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء بأن توعية دائمة لكل شرائح المجتمع عن طريق برامج تربوية و وسائل الإعلام من شأنها ترسيخ ثقافة الحوار و الاحترام بين أفراد المجتمع عموما والمرأة بشكل خاص و ذلك حفاظا على تماسك الأسرة. وحضر أشغال هذا اللقاء ممثلين عن كل من الدرك والأمن الوطنيين والشؤون الدينية و محامين فضلا عن أخصائي نفساني عيادي تابع لمديرية النشاط الاجتماعي والتضامن المبادرة إلى تنظيم هذا اللقاء و كذا مدراء الفرق البيداغوجية لثماني مراكز منها دار المسنين ومركز إعادة التربية ودار الطفولة المسعفة والمركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا ومدرسة صغار الصم إلى جانب ملحقة الإدماج ومتابعة الشباب في الوسط المفتوح. ودعا محمد الصالح داية وهو أحد أعضاء الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي في مداخلته إلى ضرورة استحداث مؤسسات اجتماعية لضمان التعامل مع الحالات التي تعاني من العنف الأسري من النساء وحتى الأطفال والسعي لتأهيلهم نفسيا واجتماعيا ونشر ثقافة قانونية في الوسط النسوي لتحقيق الحماية من كل أشكال العنف الذي يمارس عليهن. كما أكد ذات المتدخل على أهمية تفعيل التربية الإسلامية التي تحث على احترام المرأة مشيرا إلى أن العنف إذا غزا الأسرة فإنه بالتالي سيستحوذ على المجتمع بأكمله. من جهته كشف رئيس فرقة حماية الطفولة ومكافحة جنح الأحداث الملازم الأول للشرطة مراد دودو أنه تم خلال 10 أشهر الأولى من العام 2013 بولاية سوق أهراس تسجيل 168 امرأة ضحية العنف منها 136 امرأة تعرضن لعنف جسدي و 23 لسوء معاملة و 6 نساء كن ضحية تحرش جنسي. وأشار ذات الضابط إلى أن الحالة العائلية لهذه الفئة من الضحايا تتوزع على 96 امرأة متزوجة و 40 عازبة و 21 مطلقة إلى جانب 11 أرملة داعيا إلى ضرورة نشر الوعي في الوسط الأسري للقضاء على هذه الظاهرة. وأشار المشاركون إلى الآثار المترتبة عن العنف ضد النساء موضحين بأن من بين دوافع الإقدام على العنف تناول الأزواج للكحول وضعف الدخل الاقتصادي إلى جانب غياب ثقافة التعامل الودي بين الزوجين والاعتقادات والتفسيرات الخاطئة لبعض النصوص القرآنية.