نظم قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا نصف يوم دراسي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف الممارس ضد المرأة يوم الخميس 25 نوفمبر 2010 نشطه أساتذة باحثين من قسمي علم النفس وعلم الاجتماع. حيث قدمت خمس مداخلات عالجت في مجملها مفهوم العنف،أشكاله وانواعه،جذوره وأسبابه الثقافية والإجتاعية في المجتمع الجزائري وانعاكاساته على المرأة نفسيا اجتماعيا وصحيا وعلى الأسرة ككل وحتى على تماسك المجتمع كما قدمت إحصائيات وطنية وعالمية. استهلها الأستاذ خالد عبد السلام بمداخلة عنونها"الجذور الثقافية والنفسية للعنف ضد المرأة" بين فيها أن مشكلة العنف قضية مجتمعية لكن موقع المرأة في المجتمع كأم وزوجة وبنت وأخت وزميلة وجارة أي كونها ركنا أساسيا في بنية المجتمع يجعلنا نهتم به ونحاول معالجته لتغيير الذهنيات التصورات. حيث أرجع ممارسة العنف ضد المرأة إلى الجذور الثقافية الموروثة من ثقافة العصر الجاهلي حينما كانوا يأدون البنات وهن أحياء و من النظرة الكنسية التي كانت تنظر إلى المرأة على انها سبب خطيئة أدم عليه السلام لذلك فهي شيطانة يجب أن يكفر عن ذنبها بالعقاب والتي زرعتها حملات التنصير خلال قرن ونصف من التواجد الفرنسي بالجزائر.كما أشار إلى العناصر الثقافية التي تقلل من قيمة المرأة وتمارس عليها عنفا رمزيا واجتماعيا في مجتمعنا الجزائري، كنظرة الجزائريين إلى المرأة التي تلد البنات وتطليقها بسبب ذلك، وعادات الاحتفال بميلاد الذكر وتجاهل ذلك عندما تكون أنثى وغيرها. أما الدكتورة زرارقة فيروز من قسم علم الاجتماع قدمت دراسة ميدانية حول عوامل العنف ضد الزوجة و الآثار المترتبة عليه وآليات الحد منه حيث بينت خلال مقابلتها لعينة تكونت من حوالي 150 إمرأة تعرضن للعنف من قبل أزواجهن بولاية سطيف أن من بين الدوافع، تناول الأزواج للكحول وضعف الدخل الاقتصادي مع ضغوط الحياة وكذا غياب ثقافة التعامل الودي لدى الزوجين والاعتقادات والتفسيرات الخاطيئة لبعض النصوص القرآنية. أما الأستاذ زين الدين خرشي قدم مداخلة تحت عنوان المرأة الجزائرية بين ثبات المكانة وتغير الدور أين أشار إلى تأثير التغيرات الثقافية والاجتماعية في إحدات تغيير في ادوار المرأة ومكانتها وبالتالي تفشي سلوك العنف ضدها. أما الأستاذين خلوة لزهر وهدار مصطفى من قسم علم النفس قدما مداخلة تحت عنوان ظاهرة العنف ضد المرأة من منظور نفسي تربوي أين بينوا كيف تؤصر الخلافات العائلية والوضع الاقتصادي وضعف مستوى الوعي التربوي لدى الزوج إلى جانب تأثير المنشطات والمخدرات وانعكاسها على الجانب النفسي والسلوكي للفرد أثناء تعامله مع المرأة وغيرها. و في الأخير قدم الأستاذ عبد الباقي عجيلات مداخلة تحت عنوان إشكالية العنف الممارس ضد المرأة أين ركز على انعاكاسات العنف على شخصية المرأة ووضعها الأسري. و في الأخير فقد توصل المتدخلون إلى مجموعة من التوصيات كآليات تساعد على تغيير الذهنيات والتصورات كالتحسيس والتوعية الدائمة لكل شرائح المجتمع عن طريق برامج تربوية في المدرسة ووسائل الإعلام و الجمعيات لترسيخ ثقافة الحوار والاحترام بين أفراد المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص حفاظا على تماسك الأسرة. تشكيل لجان لحماية الأسرة في كل حي، ودعم جهاز حماية الأسرة مادياً وقانونياً ، وتفعيل دوره وتوسيع صلاحياته بخصوص المرأة والطفل وحمايتهم من كل أشكال العنف الأسري.ضرورة إنشاء مؤسسات اجتماعية للتعامل مع الحالات التي تُعاني من العنف الأسري سواء من النساء أو الأطفال ، والعمل على تأهيلهم نفسياً واجتماعياً. نشر الثقافة القانونية بين أفراد المجتمع والنساء بشكل خاص لمعرفة حقوقهم والإجراءات اللازمة لتحقيق الحماية من كل أشكال العنف الذي يمارس عليها من خلال تقديم الشكاوي والعرائض للمؤسسات الأمنية والقضائية.