اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري أن الأزمة الإنسانية العاصفة التي تمر بها بلاده لم تكن بفعل الكوارث الطبيعية ولا بفعل التغير المناخي بل حدثت بتآمر سياسي خارجي فاضح استهدف الإنسان والمجتمع السوري. وقال الجعفري في كلمة له خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة وفق ما ذكرته وسائل اعلام يوم الجمعة أن "الأنظمة والدول التي تتباكى على أوضاع السوريين الإنسانية وتعمل على تقديم مشاريع قرارات تستنهض فيها همة الدول الأعضاء لاستعداء الحكومة السورية أو لتقديم التبرعات الإنسانية للسوريين على حد قولها ترفض هي نفسها تقديم أية مساعدات إنسانية أو أي تمويل لنشاطات الأممالمتحدة في هذا الصدد بل هي تقدم بسخاء مليارات الدولارات لتمويل وتسليح وتدريب المجموعات الإرهابية" على حد قوله. و أضاف أنه لا يمكن الحديث عن تلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا دون التطرق لما تتعرض له الحكومة السورية من ضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية هائلة وأهمها التدابير القسرية الاقتصادية الأحادية الجانب المفروضة من خاصة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي على الشعب السوري منذ بدء الأزمة. وألمح الجعفري إلى إن الحكومة السورية وافقت على فتح ثلاثة مكاتب فرعية إضافية للأمم المتحدة ليصل عدد المراكز الأممية الرئيسة إلى ستة مراكز تقوم بتغطية مختلف مناطق سوريا كما سمحت الحكومة بوصول المساعدات الإنسانية مباشرة عبر المعابر الرئيسة الرسمية من كل من لبنان والأردن والعراق وكنتيجة مباشرة لهذا الإجراء تم فتح جسر جوي لطائرات الشحن الأممية المحملة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى محافظة الحسكة عبر العراق وذلك بعد أن منعت المجموعات الإرهابية المسلحة إيصال أي مساعدات إنسانية إلى تلك المحافظة عن طريق البر خلال الشهرين الماضيين. وشدد الجعفري على أن حل الأزمة الإنسانية في سوريا لا يتم من خلال التحامل السياسي ولا عبر النظر بعين واحدة لما يجري ولا من خلال توجيه البعض النقض إلى الحكومة السورية ...بل يكون من خلال وقف تمويل الإرهاب ورعايته والتقيد الصارم والنزيه بمبادئ تقديم المساعدات الإنسانية وأولها القرار 46 على 182 ومن خلال العمل الجاد للدول والهيئات المانحة في تقديم ما وعدت بتقديمه من مساعدات غير مشروطة ومن خلال العمل على رفع التدابير القسرية الاقتصادية الأحادية الجانب.