زار الوزير الأول عبد المالك سلال ونظيره الفرنسي جان مارك أيرو اليوم الثلاثاء ورشة مشروع مصنع تركيب السيارات "رونو-الجزائر" الموجود بدائرة وادي تليلات بولاية وهران. وقد تابع سلال وأيرو بعين المكان عرضا تقنيا حول مدى تقدم أشغال تجسيد هذا المشروع والتي إنطلقت في سبتمبر المنصرم. ويأتي مشروع إنجاز مصنع رونو-الجزائر تجسيدا للإتفاقية التي وقعت في 19 ديسمبر 2012 بالجزائر العاصمة بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند وسيجسد في إطار الشراكة بين الشركة الوطنية للمركبات الصناعية والصندوق الوطني للإستثمار من الجانب الجزائري وعلامة رونو من الجانب الفرنسي. وتشكل أسهم الطرف الجزائري الأغلبية في هذه الشراكة (51 بالمائة) التي أسفرت عن إنشاء الشركة المختلطة رونو-الجزائر للإنتاج من أجل ضمان تجسيد هذا الإستثمار الهام. وتسير وتيرة أشغال إنجاز مصنع رونو-الجزائر التي انطلقت في سبتمبر الماضي بالوتيرة المتفق عليها من طرف الشركاء الذين اختاروا تشييد موقع الإنتاج على مساحة 151 هكتار منها 20 هكتارا مخصصة للمناولة وهذا بمنطقة وادي تليلات التي تعد مناسبة بالنظر إلى الطابع الصناعي لهذه الدائرة الواقعة على بعد حوالي 20 كلم جنوب غرب مدينة وهران. كما أن قربه من ميناء عاصمة غرب البلاد يشكل أيضا أحد المؤهلات لإنشاء ميناء جاف محاذي للمصنع بغية تسهيل الإجراءات الجمركية وتسليم التجهيزات في أقرب الآجال. ويعتبر النقل عبر السكة الحديدية إنطلاقا من ميناء وهران من بين الحلول الموجهة لديمومة الديناميكية الإقتصادية المحلية التي ستشهد دفعا بفضل هذا الإستثمار الذي من شأنه إستحداث مئات مناصب العمل المباشرة وغير المباشرة إضافة إلى عمليات أخرى ناتجة عن الجاذبية الجهوية ذات التأثير على مجال السكن والتجهيزات العمومية خصوصا. وقد برمج خروج أول سيارة من مصنع رونو-الجزائر لوادي تليلات في نوفمبر 2014 مع طاقة إنتاج حددت كمرحلة أولى ب 25.000 مركبة في السنة والمزمع أن تتضاعف بثلاث مرات إعتبارا من عام 2019. وستسمح المرحلة الأولى لوحدها بتوفير 350 منصب شغل مباشر مع إدماج نسيج محلي للمناولة بينما سيتم تطوير كفاءات أخرى تحسبا للرفع من وتيرة الإنتاج من خلال برنامج إتقان سينفذ على مستوى مركز التكوين المهني والتمهين لوادي تليلات. وسيكون نموذج سيارة رونو "صنع بالجزائر" من نوع "سيمبول" حيث ستكون ذات نوعية مماثلة وحتى أحسن من تلك المنتجة ببلدان أخرى حسب مسؤولي شركة رونو-الجزائر للإنتاج.