أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي، ولد خليفة، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة على دور الجيش الوطني الشعبي في حماية حدود الوطن في ظرف تسعى فيه قوى اجنبية لغرس "فيروسات الطائفية" من اجل تفكيك العديد من بلدان الجنوب والمنطقة العربية. وقال السيد ولد خليفة في كلمة له بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظمته لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني حول "دور البحث العلمي في تطوير وعصرنة الجيوش" أن الجيش وأسلاك الأمن ترابط على مستوى الحزام الامني "أثناء الحر والقر وفي مناخ صعب للغاية في حرارة تفوق أحيانا الخمسين درجة من أجل أداء واجب حماية الوطن". وأضاف بأن أداء هذا الواجب يتم "في وقت تغرس فيه قوى أجنبية فيروسات الكانتونية والطائفية وتسعى لتفكيك العديد من بلدان الجنوب والمنطقة العربية منها إلى دويلات مصطنعة لتدور مثل الذباب حول دول المركز". وذكر السيد ولد خليفة في هذا الاطار بأن الجزائر "سعت خلال نصف القرن الماضي ليكون لها +صفر مشاكل+ مع بلدان الجوار العربي والإفريقي ولم يخرج جيشها للاعتداء على أي بلد على الإطلاق، على الرغم من دسائس البعض من الجيران ومحاولاتهم الفاشلة لاقتطاع أجزاء من جسمها". واضاف بأن "الوساوس ذهبت بهم إلى التخوف من أن تكون الجزائر +بروسيا+ التي ترعب المنطقة، على الرغم من أن الجزائر لم تظهر أبدا أي نوايا أو أفعال عدوانية، بل كانت دائما مناصرة للسلم والتعاون وللحرية والحق والكرامة، وبالرغم كذلك من أن بلادنا تتعرض لحرب غير معلنة عن طريق ادخال سموم المخدرات بكميات مهولة عبر حدودنا". من جانب آخر، أبرز رئيس المجلس دور الجيش الوطني الشعبي في "مواصلة التنمية المستدامة والمتوازنة والمتعددة المصادر لخلق الثروة" مشيرا الى أن قوته "تعتمد كذلك على تجانس المجتمع الجزائري الذي لا يوجد فيه تمييز على أساس العرق والطائفة". وشدد في هذا الصدد ان "من يحاول زرع شيطان الفتنة سيفشل كما فشلت الكولونيالية طيلة قرن وثلث"، مؤكدا بان الجزائر "واحدة موحدة كانت وستبقى كذلك إلى الأبد بحكم التجربة التاريخية ومنجزات ثورة التحرير". وبخصوص التكوين، أوضح السيد ولد خليفة أن المؤسسة العسكرية "حرصت في السنوات الاخيرة على تكوين إطاراتها من مختلف المستويات والرفع من جاهزيتها بالتدريب المستمر والتحكم في التكنولوجيات والتركيز على البحث العلمي النظري والتطبيقي في المجالات العسكرية". وأضاف بأن هذه المؤسسة "حرصت أيضا على الإستعداد لكل الإحتمالات في محيط مضطرب وعلى حدود شاسعة وفيها بلدان تعصف بها أزمات خانقة وبعضها يغوص في حرب أهلية أو على وشك الوقوع فيها ويتمركز فيها الارهاب العابر للحدود والذي حاول بعد ان قهره الشعب والجيش في التسعينيات وهزمه بعد تضحيات جسيمة، أن يعود إلى جنوبنا لتخريب مؤسسة اقتصادية في تيقنتورين". وجدد في هذا المقام التأكيد بأن الجيش الوطني الشعبي كان لهذا الارهاب بالمرصاد وبانه "لا مفاوضة ولا مساومة مع الإرهاب الغادر"، مشيرا في ذات الوقت الى تنويه كل عواصم العالم وقياداته بكفاءة الجيش الوطني الشعبي وسرعة فك حصار المرتزقة وتصفية جيوبهم". كما تحدث بالمناسبة عن العلاقة "الوثيقة" التي تربط الامن الوطني و عصرنة الجيش وتحديث تجهيزاته القتالية واستشراف تهديدات المستقبل في عالم مترابط، مشددا على أن قوة الجيش الشعبي الوطني "تعتمد اساسا على مواصلة التنمية المستدامة والمتوازنة والمتعددة المصادر لخلق الثروة". وفيما يتعلق بالخدمة الوطنية، فقد اعتبر رئيس المجلس الشعبي "استمراريتها -مهما كانت مدتها ونوعها- مسألة حيوية لشباب الجزائر من كل الطبقات، خاصة بعد أن وفرت الدولة التعليم المجاني من المدرسة إلى الجامعة، بل أضافت إلى ذلك المنح والتسهيلات والرعاية التي لا نجد —كما اوضح— مثيلا لها في بلاد أخرى قريبة أو بعيدة". "ولذلك — يضيف ذات المسؤول— فإن الخدمة الوطنية واجب ينبغي تأديته تجاه الدولة والوطن". وفي هذا الشأن اكد رئيس المجلس الشعبي الوطني بأن المواطنين يجدون في الخدمة الوطنية "مدرسة أساسية ترسخ المبادئ العليا للوطنية الجزائرية الصافية وتقديس الواجب والانضباط والنظام وإتقان العمل" مبرزا حاجة المجتمع الجزائري "لتعميم وترسيخ هذه المثل والسلوكات المستمدة من بيان أول من نوفمبر".