ما تزال عدة مناطق من تونس تعيش موجات من الاضطرابات الاجتماعية تتخللها اعمال التخريب والعنف في الوقت الذي بدات فيه بوادر انفراج الازمة السياسية تلوح في الافق اثر تكليف مهدي جمعة بتشكيل حكومة تكنوقراطية واستقالة الحزب النهضة الاسلامي الحاكم. وتجددت المواجهات بين قوات الامن ومجموعات من المتظاهرين - من ضمنهم عناصر سلفية - بمنطقتى التضامن وسكرة بولاية أريانة حيث عمد المحتجون إلى اشعال العجلات المطاطية وحاولوا اقتحام بعض المقرات العمومية ورشقوا اعوان الامن بالحجارة مما اجبر الشرطة على استعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وبولاية منوبة تصدت وحدات من الحرس الوطنى (الدرك الوطني) لمجموعات من "الخارجين عن القانون" حاولت اقتحام أحد الفضاءات التجارية حيث استعملت قوات الامن الغازات المسيلة للدموع لتفريق هذه المجموعات. وبين مصدر امني ان هذه المجموعات حاولت بث الفوضى بالمنطقة واستغلالها للقيام بعمليات سلب ونهب الاملاك العمومية والخاصة قبل ان تتمكن الشرطة من اعتقال 10 افراد منهم. وماتزال ولاية منوبة تشهد انتشارا امنيا مكثفا مع تنظيم دوريات مشتركة بين الشرطة والدرك والجيش لمتابعة تطورات الوضع الامني في المنطقة والحفاظ على النظام العام. وفي وقت سابق حاول عدد من المحتجين اقتحام القباضة المالية بحي التضامن بولاية اريانة واضرام النار فيها قبل ان تتدخل وحدات الامن التي اعتقلت 25 شخصا. وبحي المرسى بولاية تونس قامت مجموعات اخرى بمحاولة اقتحام أحد المراكز الامنية قبل تدخل قوات الامن التي القت القبض على 22 شخصا. واعتبر رئيس حركة النهضة الاسلامية الشيخ راشد الغنوشي ان اطرافا تسعى إلى تخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وارباك النظام العام "خدمة لمصالحهم". ويرى رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل ناصر بن سلطانة ان أعمال العنف التي تستهدف خاصة المؤسسات الأمنية تمثل "غطاء للمجموعات الإرهابية" وفق تعبيره.