سجلت ولاية عنابة ليلة أمس الأول وفاة رب عائلة يدعى الصادق بن جديد متأثرا بأزمة تنفس حادة بعد اختناقه بالغازات المسيلة للدموع التي استعملتها قوات مكافحة الشغب بكثافة على مستوى حي 8 ماي 1945 وسط المدينة لتفريق المتظاهرين ومثيري أعمال التخريب· وقالت مصادر متطابقة إن الضحية الذي يعاني من مرض الربو لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعد إسعافه من طرف مواطنين، ورفضت أمس مصادر أمنية رسمية التعليق على الحادثة قبل إعداد تقرير مفصل من طرف مصلحة الطب الشرعي· وشهدت يوم أمس وكذا ليلة أول أمس تصعيدا في الحركة الاحتجاجية، حيث أقدم شبان أحياء (الصفصاف، الأبطال، ديدوش مراد، برمة الغاز، 11 ديسمبر,1960 واد الذهب وسيدي ابراهيم) بعاصمة الولاية وأحياء أخرى ببلدية البوني وبرحال على حرق العجلات المطاطية وسط الطرقات، ما أثار الرعب وسط المارة والسائقين، حيث شلت الحركة المرورية لساعات وتوقفت وسائل النقل· كما رشق الغاضبون عناصر الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة بعد أن تدخلت لملاحقتهم وإزالة المتاريس التي سدوا بها الطرق· ولوحظت تعزيزات أمنية مشددة قرب الهيئات الرسمية والإدارات العمومية خاصة مقرات الولاية، البلدية والدائرة وكذا مباني البنوك والمراكز البريدية· وفي مشهد معبّر يظهر أن الكبار راضون ويزكون ما يقوم به أبناؤهم من التظاهر والتعبير عن غضبهم من تدهور أوضاعهم الاجتماعية، حيث شوهد تواجد هؤلاء بالقرب من المحتجين دون أن يتدخلوا لنهيهم أو توقيفهم رغم نداءات التهدئة ومطالب بالتدخل التي وجهها وزير الداخلية والجماعات المحلية وقبله أئمة المساجد للأولياء بعدما انحرفت الاحتجاجات على الوضع الاجتماعي إلى أعمال شغب وتخريب طالت منشآت خدماتية ومؤسسات تربوية· واللافت في يوم أمس أن تلاميذ السلك الثانوي خرجوا في مسيرات احتجاجية في عدد من المواقع وسط المدينة لكن تحرك المصالح الأمنية في الوقت المناسب سرعان ما أجهض مساعيهم وكادت الأمور أن تنزلق نحو مزيد من التوتر والاحتقان بعدما أقدم طلاب الثانوية التقنية على حرق وتخريب جزئي لمؤسساتهم التربوية والاستيلاء على بعض أجهزة الإعلام الآلي قبل أن تتدخل وحدات مكافحة الشغب لتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع· وتجري مصالح الشرطة القضائية تحقيقات حول الجهات التي تكون قد حرضت التلاميذ على الاحتجاج والتظاهر· وفي ظل هذا الوضع، سارعت مصالح مديرية التربية لإصدار أوامر بغلق عدد من المؤسسات التربوية بالمواقع والأحياء الساخنة والمضطربةئ· من جهة أخرى، أفادت مصادرمطلعة أن الاحتجاجات ببلدية برحال التي تقع بالضاحية الغربية للولاية وصلت بعد قطع الطريق الوطني رقم 44 إلى حد محاولة اقتحام مقرالبلدية، حيث هاجم المتظاهرون المقر بغرض الاستيلاء على ما بداخله، إلا أن تدخل قوات الأمن حال دون وقوع ذلك، لتنشب مواجهات بين الطرفين· كما هاجم المحتجون عددا من المركبات لابتزاز سائقيها مقابل فتح الطريق· وتوسعت أمس موجة العنف إلى بلدية العلمة التي تبعد بأكثر من 50 كلم عن ولاية عنابة حاول الشباب الذي بدأ مسيرته من أمام مقر البلدية مواصلتها لأنحاء شتى من المنطقة، إلا أن فرقة مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني سارعت إلى تطويق المنطقة، وتفريق المتظاهرين مستخدمة الغازات المسيلة للدموع والهراوات، حيث قام المحتجون برشقهم بالحجارة، قبل أن يلوذوا بالفرار·وعلمت ''البلاد'' من مصادر رسمية أن مصالح الأمن قامت بتوقيف 72 شخصا عبر أحياء عاصمة الولاية وباقي البلديات بعد الأحداث التي شهدتها عنابة منذ يوم الخميس الماضي· كما سجلت سقوط 102 جريح في صفوف المدنيين والقوات النظامية 71 مصابا منهم تم تحويلهم إلى المستشفيات من قبل وحدات الحماية المدنية·