تواصلت ليلة الخميس إلى الجمعة الاحتجاجات الواسعة التي عرفتها العاصمة منذ يوم الأربعاء الفارط والتي تخللتها أعمال عنف وتخريب استغلها بعض المنحرفين لتحطيم الممتلكات الخاصة والعامة ونهبها مستخدمين مختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر لتتحول الاحتجاجات على غلاء بعض المواد الاستهلاكية الأساسية إلى مشادات عنيفة مع قوات الأمن التي استخدمت أنابيب المياه الساخنة والغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين قاموا بوضع المتاريس وقطع الطرق ورشق رجال الشرطة بالحجارة· استيقظت أحياء العاصمة أمس العاصمة على غرار أحياء بلديات بوروبة، باش جراح، باب الوادي، بلكور، القبة على وقع أصوات شاحنات أعوان النظافة الذين تجندوا منذ الصباح الباكر لإزالة آثار ليلة سوداء صنعها بعض الشباب الثائر عن الأوضاع الاجتماعية التي يتخبطون فيها خاصة الارتفاع المفاجئ لمادة السكر، الزيت، الدقيق واختفاء مادة الفرينة من المحلات التجارية، حيث عكفوا على إزالة آثار الدخان الناتج عن حرق العجلات المطاطية وإزالة زجاج واجهات المحلات التجارية ومواقف الحافلات المتناثر في الشوارع التي تم تحطيمها من طرف بعض المنحرفين الذين استغلوا الاحتجاجات لنهب المحلات التجارية على غرار ما وقع بالمركز التجاري حمزة بباش جراح التي تعرضت فيه محلات الذهب وبيع الزرابي للنهب مساء يوم الأربعاء· الاحتجاجات ببلدية باش ميزها ظهور شباب ملثمين في صورة رجال النينجا الذين انتشروا في كل مكان مع فجر أول أمس على مستوى الطرق الرئيسية وقاموا بقطعها وإضرام النيران في العجلات المطاطية ولم يسلم المارة من حالة الغليان التي كان عليها الشباب إذ تعرضت سيارات عدد من المارة للتخريب في وقت منع البقية من المرور بعد قطع الطريق أمامهم وقام المتظاهرون بالرشق بالحجارة على رجال الأمن التي دخلت معهم في اشتباكات أمنية واعتقال بعض الشباب، وقد استمرت المواجهات بين عناصر قوات مكافحة الشغب والمحتجين ليلة أمس ببلدية باش جراح إلى حدود الساعة الواحدة صباحا، حيث تعالت هتافات الشباب الذين حاولوا اقتحام مقر الشرطة ورشق أعوان الأمن بالحجارة مرددين عبارات مختلفة·· كما حاولوا مجددا اقتحام المركز التجاري حمزة للسطو على بعض المحلات والذي ألحق بأغلب محلاته أضرارا بليغة مساء الأربعاء، ولم يسلم مركز البريد المحاذي له من أعمال التخريب حيث تم تحطيم آلة السحب الالكترونية ناهيك عن تخريب بعض مواقف الحافلات والسيارات المارة والتي كانت على الواجهة عن طريق الرشق بالحجارة ليتوجه بعد ذلك المحتجين إلى مقر الشرطة الذي يتوسط مكتبة البلدية ومسجد أبو عبيدة الجراح محاولين اقتحامه غير أن الطوق الأمني صدهم ليتوجهوا بعدها إلى حي الجبل أين واجهوا قوات مكافحة الشغب التي استعملت المياه الساخنة والغازات المسيلة للدموع لتفرقة المحتجين·