جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني يوم الأحد تمسك حزبه بمشروع تعديل الدستور لتمكين "حزب الأغلبية من تشكيل الحكومة ورئاستها" وكذا "ارساء دعائم الدولة المدنية القائمة على مبدأ الفصل بين السلطات". وأكد سعداني في ندوة صحفية بمقر الحزب أن حزب جبهة التحرير الوطني "لم يطالب بتعديل الدستور من أجل ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة أو الاستحواذ على منصب نائب الرئيس, بل لتمكين حزب الأغلبية من تشكيل الحكومة وترؤسها ثم فسح المجال أمام الشعب لمحاسبة هذه الحكومة". وبعد ان أشار إلى ان علاقته مع الوزير الأول عبد المالك سلال "جيدة جدا", أوضح سعداني ان حزبه "يدعم ويساند الحكومة الحالية التي وضعها رئيس الجمهورية لتحضير الانتخابات القادمة". وأوضح في ذات السياق أن حزب جبهة التحرير الوطني يطالب بتعديل الدستور بهدف "بناء دولة مدنية قائمة على مبدأ الفصل بين السلطات وتعزيز حرية الصحافة والأحزاب وجعل العدالة هي السيدة". كما نفى المتحدث أن "يكون الجيش الوطني الشعبي يطالب بالحكم", معتبرا أن الجيش "لا يتدخل في الحياة المدنية". وذكر سعداني أيضا أن حزبه "يطالب بدولة مدنية" باعتبار أن البلاد —مثلما قال— "مرت بالعديد من المراحل اقتضت ان تكون الجزائر في مرحلة انتقالية". وأبرز في هذا الصدد قائلا: "المصالحة الوطنية تمت والصحافة الحرة موجودة وحالة الطوارئ رفعت, فما الذي يمنعنا من المطالبة بدولة مدنية". من جانب آخر, يرى سعداني ان تعديل الدستور من صلاحيات رئيس الجمهورية وهو الذي يقرر إن كان التعديل سيتم قبل الانتخابات الرئاسية أم بعدها". وأوضح في هذا السياق أن مطلب حزب جبهة التحرير الوطني هو أن يتم تعديل الدستور قبل الرئاسيات, أما إذا قرر رئيس الجمهورية أن يكون التعديل بعد الانتخابات الرئاسية —كما قال— فسوف "تكون لنا مطالب أخرى سنكشف عنها لاحقا". وجدد سعداني تأكيده على ان حزب جبهة التحرير الوطني يرشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة", وهو المطلب الذي كانت قد أعلنت عنه اللجنة المركزية في اجتماعها ليوم 16 نوفمبر الماضي وجدده الحزب أمس السبت في تجمعه بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف. وفي رده على سؤال يتعلق بمؤشرات دخول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستحقاقات القادمة, قال سعداني أن "الرئيس سيترشح لهذا السباق بعد استدعاء الهيئة الناخبة, مشيرا إلى أن "الدستور لا يمنع الرئيس من الترشح لعهدة جديدة". وحول دوافع حضور الأمين العام الأسبق للحزب عبد العزيز بلخادم لتجمع أمس السبت بالقاعة البيضاوية, رد سعداني قائلا أن "حضور بلخادم كان بصفته عضوا في اللجنة المركزية" مضيفا بالقول: "كنا قد وجهنا له الدعوة وحضوره كان من أجل دعم الرئيس بوتفليقة وحزبنا يدعم كل من يساند الرئيس بوتفليقة". وبخصوص الرسالة التي وجهها إلى زعيم جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد, أوضح سعداني أن آيت أحمد "إبن جبهة التحرير الوطني ولا أحد يستطيع ان ينكر الزعامة التاريخية لهذا الرجل وما قدمه للجزائر" مشيرا إلى أنه راسل آيت أحمد بصفته "مناضلا كبيرا وزعيما وطنيا".