دعا المشاركون في اللقاء الدراسي حول إحياء رأس السنة الأمازيغية و الذي احتضنته اليوم الاثنين جامعة عباس لغرور بخنشلة إلى ضرورة إضفاء الصفة العلمية والأكاديمية على هذه السنة المصادفة هذا العام ل 2964 وذلك بتعميق البحث. و أكد المتدخلون خلال هذا اليوم الدراسي الذي نظم بمبادرة للجمعية الولائية الثقافية والعلمية بالتنسيق مع كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بذات الجامعة إلى ربط الجيل الحاضر بجيل الماضي نظرا لما يمثله شهر يناير باعتباره محطة يجب التوقف عندها في التقويم الأمازيغي إلى جانب ما يشكله من روافد التراث القديم في أبعاده التاريخية والثقافية بكل مكوناته "المادي واللامادي". كما دعا المشاركون في هذا اللقاء الدراسي الذي نظم تحت شعار "من أجل ثقافة جزائرية أصيلة" إلى ضرورة الاستفادة من هذه المناسبة وتسليط الضوء عليها أكثر من خلال تشجيع البحث في مسارها التاريخي والثقافي بالجزائر و بالمغرب العربي و التي تمثل نموذجا في الغنى وتنوع الثقافات وذلك بوضع هذه السنة الأمازيغية في الموقع الصحيح لأن السؤال لا يزال حسبهم- يطرح إشكالية لماذا الاحتفال بها هل في بعدها التاريخي أو التراثي أو الديني أو الأسطوري أم فيها جميعها. وقد تميز افتتاح هذا اللقاء الدراسي بإلقاء محاضرة من طرف الأستاذ بن الشريف علي نور الدين من جامعة خنشلة تطرق فيها قبل إبراز دور السنة الأمازيغية في الحفاظ على لهوية إلى أصل التسمية ومدلولها ليشير في البداية إلى أن التقويم الذي أعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور تم بناؤه على النظام الشمسي وقد تزامن مع رأس السنة الفلاحية وهذا التقويم يبقى محل جدال ويستدعي المزيد من البحث. و من جهته أوضح الأستاذ جمال نحالي من جامعة بجاية في مداخلته بعنوان "البعد الوطني في الاحتفال بيناير الذي يمثل بداية الشهر الأول في اللغة الأمازيغية" بأن هذا الشهر ترافقه طقوس ومعتقدات عديدة مرتبطة بالمكان والزمان ولذلك تعتمد الكثير من المناطق على هذه الطقوس التي تهدف كلها إلى جلب الخير و إبعاد الشر. أما كلمة يناير المركبة من "ين" بمعنى واحد و "ايار" الشهر وهذا هو الفاصل بين فترتي البرد القارس و الاعتدال وهي البداية السنوية للأشغال الفلاحية والمجال يبقى مفتوحا للبحث حول هذه التسمية لشهر ينار حسب ما جاء في مداخلة الأستاذ الطيب جلال مختص في البحث في اللغة الأمازيغية . وخلص في الأخير إلى أن المعتقد الأمازيغي رأس السنة الأمازيغية ترجع إلى واقعة انتصار الأمازيغ على المصريين القدامى عام 950 قبل الميلاد و اعتلاء الزعيم ششناق العرش الفرعوني بشكل سلمي في ظروف مضطربة في مصر القديمة عندما استعان به الفراعنة القدماء . وقد تواصلت أشغال هذا اليوم الدراسي الذي حضره طلبة الجامعة بإلقاء مداخلتين الأولى للأستاذ شعبان اليمين حول "نمط العمارة عند الأمازيغ" و أخرى حول "الملك ششناق وعلاقته بيناير" للأستاذ طاطاو حسين باحث بالمركز الوطني للبحوث في عصر ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بعين مليلة (أم البواقي). ونوه بعض طلبة جامعة عباس لغرور بخنشلة بأهمية تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي مكنهم من التعرف على الجانب التاريخي والثقافي الخاص بالاحتفال بالسنة الأمازيغية وكذا المناقشات الثرية في إبراز هذه المناسبة المرتبطة بالبعد التاريخي و كذا الثقافة و العادات الأمازيغية وغيرها من المظاهر المرتبطة بمكانة هذه الشهر لدى سكان الكثير من مناطق البلاد . للإشارة فقد نظم ببهو كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية معرض للكتاب الأمازيغي وكتابات إعلامية حول شهر يناير وصور تبرز مظاهر الاحتفال المختلفة بهذه المناسبة.