عقد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي محادثات في دمشق مع فيصل مقداد -نائب وزير الخارجية السوري-، لكن لم ترد أنباء عمّا إذا كان سيلتقي الرئيس بشار الأسد؟ وكان الإبراهيمي قد أكد في طهران على ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر جنيف الثاني. هذا، ولم ترُق دعوات الإبراهيمي تلك لعدد من الفصائل المسلحة التي أعلنت رفضها المشاركة في جنيف 2 مطالِبة برحيل بشار الأسد، بينما يستعد وزراء الخارجية العرب للاجتماع في القاهرة لمناقشة نتائج جولة الإبراهيمي، في خطوة اعتبرها البعض محاولة خليجية لعرقلة مهما المبعوث المزدوج. وفي حين لم يتأكد لقاء الإبراهيمي بالأسد، قالت مصادر صحفية إن اللقاء مشروط بعدم حديث الرئيس السوري عن الترشح للانتخابات، كما نقلت صحيفة فرنسية عن الإبراهيمي قوله إن الأسد يمكنه المساهمة في المرحلة الانتقالية بسوريا دون أن يقودها. وقال الإبراهيمي لمجلة (جون أفريك) الفرنسية إن الرئيس الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو (سوريا الجديدة) دون أن يقودها بنفسه، وأضاف أن الكثير من المحيطين بالأسد (يرون في ترشّحه لولاية جديدة عام 2014 أمرا محتّما، هو يرى الأمر حقا مكتسبا، إنه يرغب بالتأكيد في إنهاء ولايته الحالية)، وأوضح أنه لا يمكن العودة إلى الوراء (يمكنه إذن أن يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده الرئيس الرّاحل حافظ وسورياه، وما أسمّيه الجمهورية السورية الجديدة). وبشأن جولة الإبراهيمي يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا الأحد المقبل في مقر الجامعة العربية بالقاهرة جاء بناء على طلب من المعارضة السورية لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالأزمة ونتائج جولة الإبراهيمي وترتيبات عقد مؤتمر (جنيف 2). وتعود الزيارة الأخيرة للإبراهيمي لسوريا إلى ديسمبر 2012، ووجهت دمشق والإعلام السوري إليه من بعدها انتقادات لاذعة. وحتى الآن لم تتضح المواقف النهائية لطرفي النزاع الأساسيين (النظام والمعارضة) من المؤتمر الذي طرحت موسكو وواشنطن فكرته في ماي 2012، فبينما يعلن النظام مشاركته (من دون شروط) يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة من يصفهم بالإرهابيين والبحث في مصير الرئيس بشار الأسد. وفي المقابل، يشهد ائتلاف المعارضة السورية تباينا في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يشدد على ثوابت أبرزها عدم التفاوض إلا على انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ثم رحيل الأسد. ويواجه الائتلاف ضغوطا دولية للمشاركة في المؤتمر، ومن المقرّر أن يتّخذ قراره النهائي خلال اجتماعات يبدأها في إسطنبول يوم التاسع من الشهر المقبل. قتال في حي القابون بدمشق والنّظام يكثّف القصف ميدانيا، أفادت شبكة شام بأن اشتباكات عنيفة جرت فجر امس الثلاثاء بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلّحة على حاجز البلدية في حي القابون بدمشق وسط قصف مدفعي يستهدف الحي. كما كثّفت طائرات النظام قصفها على أرياف حلب وحمص ودرعا مخلفة العشرات بين قتيل وجريح. أمّا داريا في ريف دمشق فشهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. وشهدت أطراف مدينة داريا قرب دمشق اشتباكاتٍ عنيفةً وقعت بين قوات الجيش الحر داخل المدينة وقوات النظام التي تحاول اقتحامها، بينما استهدفت قوات المعارضة بصواريخ حاجزا عسكريا لقوات النظام في حي تشرين، وحواجز عسكرية في المليحة في ريف دمشق بعد أيام من سيطرة الثوار على حاجز تاميكو، أكبر الحواجز العسكرية في المليحة. كما قصفت الطائرات الحربية التابعة للنظام بلدتي إنخل وعثمان في ريف درعا، وشهد محيط المطار العسكري في دير الزور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام. في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، كما قصفت قوات النظام مناطق في المتحلق الجنوبي في ريف دمشق، حسب تأكيدات ناشطين. من جهة أخرى، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلحة بريف حماة. وأفاد مركز حماة الإعلامي بسقوط قتلى وجرحى وهدم عدد من المنازل في غارات جوية عدة شنها طيران النظام على بلدات كفر نبودة وكفر زيتا وقصر بن وردان، كما قصفت هذه القوات بالمدفعية الثقيلة بلدة اللطامنة بريف المحافظة. ومن ناحية أخرى، اختطف مقاتلون إسلاميون أحد أعضاء مجلس الشعب السوري وشيخ عشيرة بارزة في دير الزور، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال المرصد إن (مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وحركة أحرار الشام الإسلامية اختطفوا عضو مجلس الشعب السوري وأحد شيوخ عشائر البوسرايا مهنا فيصل الفياض إثر اشتباكات في داخل بلدة الشميطية) في محافظة دير الزور. وأشار المرصد إلى أن العملية جاءت إثر اشتباكات خلال اليومين الماضيين بين مقاتلي (أحرار الشام) ومسلحين من العشيرة في البلدة ومحيطها.