جرت عملية الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية 2014 التي اختتمت يوم الخميس على الساعة الثامنة مساء، في ظروف حسنة وطبيعية حيث وصلت نسبة المشاركة النهائية فيها الى 70 ر 51 بالمائة. كما جرى الاقتراع في أجواء طبعها التنظيم المحكم والإمكانيات المادية والبشرية التي تم توفيرها من أجل تمكين الهيئة الناخبة المقدر عددها ب 22.880.678 ناخب من أداء واجبهم الانتخابي في أجواء ملائمة أستحسنها الناخبون. وفور غلق مكاتب الاقتراع انطلقت عملية الفرز عبر كافة مراكز الاقتراع الموجودة عبر ولايات الوطن. وكانت مكاتب الاقتراع قد شهدت خلال الساعات الأولى من فتحها تأدية المترشحين الستة لمنصب رئيس الجمهورية (عبد العزيز بلعيد و علي بن فليس وموسى تواتي و عبد العزيز بوتفليقة و السيدة لويزة حنون وعلي فوزير رباعين) لواجبهم الانتخابي وكذا مسؤولين سامين في الدولة. وقد أجمع أغلبية الناخبين على أنهم أدوا واجبهم الانتخابي لقطع الطريق أمام "أولائك الذين يدعون إلى الفوضى". وذهب بعض الناخبين إلى التأكيد بأن هذه الانتخابات تعد مناسبة "لتكريس مبدأ الديمقراطية" وأن مشاركتهم في عملية الاقتراع ما هي إلا من "أجل الجزائر" متمنين في نفس الوقت من الرئيس الذي سيحظى بأغلبية أصوات الشعب أن يساهم في مواصلة بناء جزائر لينعم فيها كل أبناءها بالرفاهية والكرامة. وقد ساد معظم مكاتب الاقتراع في جهات الوطن وحتى المكاتب الخاصة بأفراد الجالية الجزائرية بالخارج "الهدوء التام" وسط ديكور تغلب عليه الألوان الوطنية ما أضفى أجواء احتفالية بهيجة. غير إن بلديتي حيزر و الأسنام (شرق البويرة) شهدت مواجهات أفضت إلى إصابة العديد من الجرحى في صفوف المتظاهرين وعناصر من قوات مكافحة الشغب جراء محاولة عشرات الشبان تخريب مكاتب الاقتراع . ومن أجل إعطاء الوقت الكافي للمواطنين في بعض المناطق من التراب الوطني تم تمديد عملية الاقتراع بساعة واحدة على مستوى 590 بلدية تابعة ل36 ولاية إلى غاية الساعة الثامنة مساء لتمكين أكبر عدد ممكن من الناخبين من تأدية واجبهم الانتخابي. و كانت نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الرئاسي قد وصلت إلى 04 ر37 بالمائة في حدود الساعة الخامسة زوالا بعد أن كانت على الساعة الثانية زوالا 25 ر23 بالمائة و15 ر9 بالمائة على الساعة العاشرة صباحا. ومن جهتها سجلت اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات 19 إخطارا خلال عملية الاقتراع حسبما أوضحه رئيس اللجنة فاتح بوطبيق. و أوضح السيد بوطبيق خلال لقاء صحفي أن "كل الإجراءات اتخذت لمعالجتها" مشيرا الى أنها تتعلق "بأحداث تتعلق بالجانب التنظيمي و بعدم احترام الإطار القانوني للانتخاب". ووصف رئيس اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية سير عملية الانتخاب ب"المقبول". كما سجلت اللجنة طعونا من سبعة ولايات وهي : مستغانم والبويرة و تيزي وزو و بجاية و باتنة و الطارف و خنشلة. وفيما يتعلق بانطباعات الملاحظين الدوليين فقد أكد رؤساء بعثات الملاحظين الدوليين لكل من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي اليوم الخميس بالجزائر العاصمة أن عملية الاقتراع لرئاسيات 2014 جرت حسب "المعايير المعمول بها دوليا". وأوضح رئيس وفد منظمة التعاون الإسلامي السيد حبيب كعباشي لواج أن وفد ملاحظي المنظمة المتكون من 18 عضوا تنقل عبر مراكز الاقتراع بكل من ولاية الجزائر والولايات المجاورة وتأكد من أن عملية الاقتراع جرت في ظروف "شفافة" حسب المعايير المعمول بها دوليا. ومن جهته هنأ ممثل ملاحظي الاتحاد الإفريقي ديالو فاليلو الجزائر على "السير الحسن" و "التنظيم الجيد" للانتخابات الرئاسية. وللإشارة فإنه سيتم عقد ندوة صحفية غدا الجمعة بعد الظهر بفندق الاوراسي للإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية.