أعرب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة عن دعم حزبه الكامل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وعن جاهزيته للعمل معه من أجل تجسيد برنامجه الذي صادق عليه الشعب الجزائري في انتخابات 17 أبريل المنصرم. وأوضح السيد بن صالح في كلمة له خلال حفل نظمه التجمع الوطني الديمقراطي بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة وتأديته اليمين الدستورية، قائلا: "إننا نود بهذه المناسبة أن نجدد تهنئتنا للسيد الرئيس ونبارك للشعب الجزائري خياره الداعي للإستقرار، ونعبر عن كامل دعمنا ونؤكد له جاهزيتنا للعمل معه ومع كافة القوى المؤمنة بالبرنامج الذي صادق عليه الشعب وفق الصيغ التي تساعد على خلق الديناميكية المطلوبة للمرحلة". وأضاف السيد بن صالح "أننا نلتقي اليوم لنهنئ الجزائريين باجتيازهم بنجاح محطة تاريخية هامة ودخولهم مرحلة جديدة أخرى تبشر بآفاق واعدة تكرس الأمن والاستقرار وتوفر شروط التنمية وتعمق مجالات الممارسة الديمقراطية". كما عبر عن "ارتياحه" لنتيجة خيار الشعب وانتخابه لرئيس البلاد و"تبنيه لبرنامج سيتم في إطاره تسيير البلاد للخمس سنوات القادمة"، مشيرا الى "تطابق موقف" التجمع الوطني الديمقراطي مع "موقف الأغلبية الواضحة التي اختارت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة". وقال في هذا الصدد:" نلتقي اليوم كذلك لنعبر عن استعدادنا لمواصلة العمل مع الرجل ومع التوجه الذي اخترناه في حزبنا منذ 15 سنة مع السيد عبد العزيز بوتفليقة". واعتبر السيد بن صالح هذا اليوم الذي أدى فيه الرئيس بوتفليقة اليمين الدستورية "مميزا" معربا عن أمله في ان تكون السنوات المقبلة مفعمة ب"الخير والأمن والاستقرار". وأكد السيد بن صالح أن النتيجة التي تحققت يوم 17 أبريل جاءت "بفضل تضافر جهود كل الذين دعموا الرئيس بوتفليقة وكذا بفضل الالتفاف الشعبي الكبير الذي تحقق حول المرشح الذي دعمه حزبنا، سواء كان ذلك من قبل الأحزاب السياسية أو التنظيمات ومكونات المجتمع المدني"، مشيرا الى أن هذا الالتفاف "يعود الفضل فيه الى شخصية الرئيس وما حققه للبلاد وأيضا للبرنامج الذي سطره للفترة القادمة". كما أن هذه النتيجة -يستطرد السيد بن صالح- "تحققت أيضا بفضل المصداقية التي يتمتع بها الرئيس بوتفليقة والمكانة التي يحظى بها لدى المواطنين والمواطنات في الداخل والخارج". من جهة أخرى، نوه السيد بن صالح ب"المستوى العالي من النضج الذي تحلى به شعبنا خلال الموعد الانتخابي والوعي السياسي الكبير الذي أبداه للتمييز بين الخطابات والبرامج التي طرحها المتنافسون أثناء الحملة الانتخابية، فاختار الأصلح منها". إن انتخاب 17 أبريل -يؤكد السيد بن صالح- "لم يكن موعدا لاختيار رجل أو برنامج فحسب، بل كان موعدا إختار فيه الشعب التوجه الرامي الى استمرارية الأمن والاستقرار ورغبته في تحقيق المزيد من التنمية ومواصلة وتعميق سياسة الاصلاحات". واستطرد في نفس السياق: "اليوم وقد عرفت نتيجة الانتخاب، اليوم وقد أعطى المجلس الدستوري حكمه النهائي، اليوم وقد أدى السيد الرئيس اليمين الدستورية أمام الشعب، فإننا نقول للشعب الجزائري هنيئا، لأن صفحة جديدة من تاريخنا قد بدأت، صفحة تدخل فيها الجزائر عهدا جديدا نتمناه أن يكلل بمزيد من الاستقرار والتنمية". وفي رده على أولئك الذين "يجدفون في الاتجاه المخالف للتيار"، قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أن الشعب "قد قال كلمته يوم 17 أبريل واختار خياره السيد"، داعيا من كان له رأي مخالف الى "تكييف موقفه مع النتيجة والحكم الذي أعطاه الشعب". أما بالنسبة للذين يدعون الى الفترات الانتقالية أو التغيير عبر النزول الى الشارع، فإن السيد بن صالح قد رد عليهم بالقول أن "الدستور واضح كامل الوضوح في مجال تسيير شؤون البلاد" مؤكدا أن الدستور "يجب احترامه بحذافيره من قبل الجميع" وما لهؤلاء -كما قال- "إلا أن ينشطوا في إطاره وفي إطاره فقط". وللذين يهددون بالنزول الى الشارع، قال السيد بن صالح إن الشعب "قد لقحته تجارب الماضي وأن القانون في مثل هذه الحالات واضح كل الوضوح"، معتبرا أن "كل من يتجاوز الخطوط الحمراء يجب أن يعرف مغبة فعلته إن هو تجاوزها". من جانب آخر، ولدى تطرقه الى الوضع الداخلي للتجمع الوطني الديمقراطي، أوضح السيد بن صالح أن العمل سوف ينصب مستقبلا على "استكمال تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر الرابع" مشيرا الى أن أولى هذه النشاطات تتمثل في التحضير للدورة العادية للمجلس الوطني للحزب التي ستنعقد في النصف الثاني من شهر جوان القادم. ودعا بالمناسبة مناضلي الحزب الى "مزيد من الجهد والعمل لتقوية وحدة الحزب والارتقاء به الى المستويات المطلوبة ليكون باستمرار في الطليعة" معتبرا أن مرحلة ما بعد 17 أبريل "تقتضي ذلك".