تشكل الانتخابات التشريعية التي جرت اليوم الاربعاء في جنوب افريقيا أهم التحديات أمام حزب المؤتمر الوطني الافريقي بزعامة جاكوب زوما في ظل مساعي أحزاب المعارضة من تقليص الاغلبية المطلقة للحزب "العتيد" في البرلمان بالرغم من المؤشرات التي توحي بفوزه في هذا الاستحاق. وعرفت هذه الانتخابات إقبالا واسعا للناخبين الذين قدر عددهم 3ر25 مليون ناخب مسجل حيث اصطف المواطنون منذ الساعات الاولى من اليوم أمام مكاتب الاقتراع لاختيار 400 نائب سينتخبون بدورهم الرئيس المقبل للبلاد في 21 مايو الجاري مع توقعات بفوز الرئيس الحالي جاكوب زوما (72 سنة) الذي يحكم البلاد منذ عام 2009 بولاية ثانية من خمس سنوات. مؤشرات بفوز الحزب الحاكم رغم تراجع شعبيته حاول المرشح الأوفر حظا للفوز بالرئاسة في جنوب أفريقيا جاكوب زوما عشية الانتخابات العامة تبديد المخاوف مما قد يترتب عن تحقيق حزبه "المؤتمر الوطني الأفريقي" فوزا كاسحا في هذا الاقتراع. وعلى الرغم من نفوذ المؤتمر الوطني الأفريقي و تمتعه بالأغلبية منذ انتهاء نظام الفصل العنصري وإحلال النظام الديمقراطي في البلاد عام 1994 فإن الأحزاب المعارضة احتلت الواجهة لتعرب عن قلقها من تمتع الحزب الحاكم بالأغلبية المطلقة في البرلمان والتي تمنحه حق تعديل الدستور وتمرير القوانين التي يريدها. وسعيا لجذب الناخبين قال زوما في مؤتمر صحفي في جوهانسبورغ أمس "نتوقع مشاركة كثيفة ونظن ان الشعب سيمنح المؤتمر الوطني الافريقي ولاية جديدة واسعة. سنستخدم أغلبيتنا بمسؤولية ولن نتطاول على حقوق المواطنين ولن نرغم الأطراف الأخرى على الخضوع". و تشير استطلاعات الرأي الى حصول الحزب الحاكم على نسبة تأييد تبلغ نحو 65 فى المئة وهى أقل بفارق لا يذكر عن النسبة التى فاز بها فى انتخابات عام 2009 التى جاءت بالرئيس جاكوب زوما الى الحكم. وجاءت التوقعات بالنظر الى مكانة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يبقى في نظر العديد من السود الجنوب إفريقيين الذين يشكلون 80 في المئة من السكان الحزب الذي حررهم من نظام الميز العنصري. المعارضة تسعى الى استغلال السخط الشعبي لصد الطريق امام الحزب الحاكم وعلى الرغم من الفوز شبه المؤكد للحزب الذي ترأسه سابقا الرئيس السابق نيلسون مانديلا رمز التحرر من الفصل العنصري إلا أن المعارضة تسعى إلى تقليص أغلبية الحزب و تضييق الخناق عليه للحد من نفوذه. ودعت مختلف أحزاب المعارضة الناخبين الى التعبئة لقطع الطريق امام المؤتمر الوطني الافريقي و الحد من أغلبية الثلثين مع ان الحزب لم يفرط في استخدامها سابقا لتغيير الدستور. وتستغل المعارضة الملاحقات القضائية بحق زوما المنحدر من قبيلة "زولو" الى جانب هجمات التي شنها بعض أنصاره على القضاة والمحققين الذين تخلوا عن البث عن ملاحقة زوما بتهمة الفساد بسبب "افراط في السلطة" للضغط على الحزب الحاكم . وتراجعت معدلات التأييد للرئيس منذ اكتشفت المدعية العامة تولي مادونسيلا العديد من المخالفات. وعلاوة على هذه المخالفات وقضايا الفساد والرشوة التي وجهت فيها اتهامات للرئيس الحالي فانه حزبه يقف أمام تحديات عديدة بسبب البطالة التي ارتفع معدلها الى 24 % و الى جانب الفوارق الاجتماعية و ارتفاع معدل الجريمة و انتشار الامراض حيث يعاني 12 في المائة من سكان البلد بمرض فيروس نقص المناعة المكتسبة. تشير بعض الاحصائيات الى أن قرابة ربع السكان يعيشون اليوم بأقل من 25ر1 دولار في اليوم في هذا البلد "الفتي" حيث متوسط العمر عام 2012 يقدر ب 3ر25 سنة علما أن واحدا من 3 جنوب افريقيين يقل عمره عن 25 عاما.