تسبب الجفاف الناجم عن نقص تساقط المطر بأقصى جنوب ميلة ولاسيما ببلديتي أولاد خلوف و المشيرة في تقليص أهداف الإنتاج الخاصة بحملة الحصاد و الدرس للموسم الفلاحي الحالي التي انطلقت اليوم الأحد رسميا عبر كافة أرجاء الولاية. وحسب أرقام مديرية المصالح الفلاحية فإن التوقعات تشير إلى احتمال تحقيق محصول لا يزيد عن 1 مليون و 225 ألف قنطار من شتى أنواع الحبوب فيما كانت الأهداف الأولية قبل شهر أبريل تشير إلى توقعات إنتاجية تقارب 2 مليون قنطار. و استنادا لرئيس الغرفة الفلاحية عمار لموسي فإن مناطق أقصى جنوب الولاية " تعد منكوبة بالكامل " مقدرا أن نسبة تتراوح بين 40 إلى 50 بالمائة من المساحات المعنية بالحبوب الشتوية (بمجموع 107 آلاف هكتار) تكون قد تأثرت من غياب تساقط الأمطار ولاسيما في شهر أبريل الأخير. و على عكس جنوب الولاية فإن مناطق شمال الولاية تقدم وضعية أحسن بكثير من الجانب الإنتاجي إذ حقق بعض الفلاحين مستويات إنتاج تفوق 40 قنطارا في الهكتار كما تم إبرازه لدى إعطاء إشارة انطلاق حملة الحصاد و الدرس بمنطقة ونوش بالمزرعة النموذجية خلافة أحمد ببلدية تبرقنت بحضور فلاحين و إطارات القطاع و مسؤولين محليين. وبدت هناك سنابل القمح التي كانت محل أولى عمليات الحصاد باستعمال آلات جد حديثة سخرت في إطار أجهزة دعم الإنتاج "عامرة بالحبوب مبشرة بمحصول وفير "كما لاحظ أحد التقنيين المتابعين لتطبيق المسارات التقنية. و ستشهد عمليات الحصاد و الدرس بولاية ميلة بالمناسبة تجنيد قرابة 600 حاصدة دارسة منها 86 حاصدة حديثة تم اقتناؤها في إطار أجهزة الدعم الفلاحي إلى جنب 3700 جرارة 1085 صهريج مياه للوقاية من حرائق المحاصيل. و من جهته أفاد مدير المصالح الفلاحية رابح فرداس بأن هيئته و إلى جانب تعاونية الحبوب والبقول الجافة بولاية ميلة ومقرها شلغوم العيد قد اتخذتا كامل التدابيرلحسن سير الحملة ومن ذلك وضع 14 نقطة جمع للمحاصيل في متناول المنتجين إلى جانب إجراءات أخرى مسهلة. وستحظى حملة الحصاد و الدرس كما أفاد به نفس المسؤول بمتابعة لصيقة من خلال نظام "الجي بي أس" للمراقبة عبر الساتل في نطاق تعميم استعمال وسائل الاتصال الحديثة في تسيير شؤون القطاع الفلاحي. وأبرز مسؤول القطاع محليا بالمناسبة تركيز الولاية على توفير وجمع كميات هامة من البذور لصالح الولايات الأخرى المجاورة و التي كانت ضحية جفاف كبير. وتتوفر ولاية ميلة حاليا على قدرات تخزين للحبوب تناهز 1 مليون و 293 ألف قنطار. ومن جهة أخرى ستشهد الحملة أيضا جمع محاصيل البقول الجافة التي تحتل بولاية ميلة مساحة بنحو 3 آلاف هكتار من بينها 2124 هكتارا مخصصة للعدس و 520 للحمص و الباقي للبزلاء.