يعيش سكان غزة يوم الخميس "هدنة إنسانية" لبضعة ساعات طلبتها الأممالمتحدة وقبلتها إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بعد تسعة ايام من العدوان المكثف خلف 230 شهيدا وأزيد من 22 ألف نازح. ودخلت "الهدنة الإنسانية"حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة العاشرة من صباح اليوم وحتى الثالثة مساء بالتوقيت المحلي. وتهدف الهدنة التي طالبت بها الأممالمتحدة إلى تمكين مواطني قطاع غزة من التزود بالغذاء والاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين بقطاع غزة. وحسب التقارير الواردة من المدينة فلم يسجل منذ دخول "الهدنة" حيز التنفيذ أي غارات إسرائيلية على قطاع غزة أو إطلاق المقاومة للصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وذكرت التقارير ران البنوك فتحت أبوابها أمام الموظفين الحكوميين لاستلام رواتبهم وكذلك المحال التجارية وتفقد المواطنون أثار العدوان الإسرائيلي الذي طال المنازل والممتلكات والمصانع والأراضي الزراعية. وأكد روبرت سيري المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط على أهمية احترام وقف إطلاق النار دائم ومعالجة القضايا الأساسية في قطاع غزة في أقرب وقت مشيرا إلى أن الأممالمتحدة تقف جنبا إلى جنب مع الجهات الفاعلة الدولية الأخرى, وستستمر في دعم الجهود المبذولة في هذا الصدد. - تسعة ايام من العدوان المكثف تخلف 230 شهيدا وأزيد من 22 ألف نازح حسب وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الخميس فأن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ارتفع إلى 230 شهيدا و1690 جريحا. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة اليوم إن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 4 آخرون بجراح خطيرة في قصف إسرائيلي لمنزل برفح جنوب القطاع. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن سلسلة غارات صباح اليوم على مناطق مختلفة من قطاع غزة استهدفت عددا من المنازل وأراض زراعية. ان استهداف إسرائيل للبنية التحتية بغزة خلف أثارا مدمرة على حياة أهل القطاع، حيث أفاد تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة /أوتشا/ بأن "900 ألف فلسطيني في غزة يعيشون بلا إمدادات للمياه بسبب عدم القدرة على إصلاح أو تشغيل مرافق المياه نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع". وأوضح التقرير الذي صدر اليوم الخميس أن "600ر22 فلسطيني أصبحوا من النازحين ويتخذوا من مدارس (الأونروا) مأوى لهم" مشيرا إلى أن "نحو 660ر1 ألف أسرة (9900 شخص) التي دمرت منازلها كلية تحتاج إلى مساعدات عاجلة من بينها الفرش والبطاطين وأدوات المطبخ". كما الحق العدوان دمارا ب 81 مدرسة . من جهته أجرى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الذي يتخذ من جنيف مقرا له بحثا ميدانيا خلال اليومين الماضيين على عينة من 340 طفلا من سكان قطاع غزة استشف من خلاله ان 96 بالمائة منهم يعانون من ما يعرف ب"اضطرابات النوم لدى الأطفال" كما يعاني 87 بالمائة من الأطفال الذين شملتهم العينة من "إصابات بالصدمة أو الذهول" ولوحظ على 89 بالمائة منهم وجود "تغيرات في الشهية". وقال المصدر انه رغم أن إسرائيل صادقت على اتفاقية حقوق الطفل إلا أنها في الواقع تخالف هذا الالتزام بشكل صارخ حيث إن القوات المسلحة الإسرائيلية تمتلك تقنيات عسكرية متقدمة تمكنها من تحديد الأهداف بدقة تكفل تجنيب المدنيين والأطفال دائرة القتل وهو ما يعني أن الابتعاد عن حصد أرواح الأطفال الأبرياء "ممكن عمليا"، غير ان الهجمات الإسرائيلية بعيدة عن هذا الالتزام بشكل واضح. - مساعي دولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وبهدف مناقشة الإجراءات والتدابير اللازمة لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة ولوقف جرائم العدوان و منع تكرارها ومحاسبة المسؤولين عنها ينعقد اليوم بالقاهرة اجتماع طارئ للاتحاد البرلماني العربي وذلك بناء على طلب المجلس الوطني الفلسطيني. وأكد أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني السفير محمد صبيح الأمين المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أهمية هذا الاجتماع موضحا أن الاتحاد البرلماني العربي سيركز على مناقشة بند واحد يتعلق بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس وفلسطينيي 48. كما من المقرر ان يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة الى تركيا غدا الجمعة تلبية لدعوة نظيره التركي عبد الله جول لتبادل الآراء حول الاعتداءات الإسرائيلية على غزة. وكان الرئيس الفلسطيني بحث يوم الأربعاء بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري مجمل التطورات في الأراضي الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وسبل تثبيت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي أطلقت الاثنين الماضي. وفي هذا السياق أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أهمية المساعي التي يقوم بها الرئيس محمود عباس وكذلك مصر أيضا وعدد من الأطراف الدولية لكي يتوقف العدوان الإسرائيلي وليتم التوصل الى حل لعدد من القضايا التي تعني أبناء شعب فلسطين بأسره وخاصة في قطاع غزة. كما أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يدعم جهود مصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين لتفادي مزيد من الاشتباكات الدامية. ونقل راديو (سوا) الأمريكي اليوم الخميس عن الرئيس أوباما قوله للصحفيين إن "الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني لا يريدان العيش على هذا النحو", مضيفا أنه سيستمر في التشجيع على بذل جهود دبلوماسية.