احتفل سكان سطيف يوم الاثنين بعيد الفطر في أجواء من البهجة والفرحة والتآخي والتراحم و لم شمل العائلة إلا أن قلوبهم هذه السنة كانت مشدودة إلى غزة التي سقط بها مئات الأطفال الأبرياء منذ أسبوعين تحت قصف القنابل الإسرائيلية. ففي الصباح وبعد خروج الجميع من المساجد مع نهاية صلاة العيد كان الكلام يدور حول شهداء فلسطين وكفاحهم البطولي لمقاومة وحشية الصهاينة. ففي الوقت الذي تم فيه تبادل تهاني العيد بين المواطنين انصبت النقاشات دائما حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فمحمود بلحمدي (40 سنة) اعترف بنوع من "الخجل" للاحتفال بعيد الفطر في الوقت الذي "كل تلفزيونات العالم تبث سلسلة من الصور المروعة التي لا يمكن تحمل مشاهدتها وهي صور لأطفال صغار وهم جثث هامدة بين أيدي أمهاتهم اللواتي يكسرهن الألم". وواصل محمود الذي التقت به "وأج" غير بعيد عن سكنه بحي بوراوي يقول وهو يذرف الدموع "عندي 5 أطفال تمكنت من توفير لهم ملابس جديدة كما تروهم يلعبون .. صدقوا أو لا تصدقوا فإن هذا المظهر الذي يزرع الفرحة في القلب إلا أنه بمقابل ذلك لم تكتمل الفرحة بالنظر لما يحصل في غزة". وفي مستشفى الأم والطفل بسطيف الذي حل به عديد المواطنين بشكل عفوي وأيديهم محملة بهدايا لزرع قليل من الفرحة ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال المرضى قالت نصيرة بوفجي وهي موظفة بالمركز الاستشفائي الجامعي للمدينة بأن "هذه اللفتة والزيارة المتواضعة قمت بها للأطفال الموجودين هنا ولكن أيضا لأطفال غزة الذين لم يحصلوا سوى على هدايا متمثلة في القنابل والدم". ولا بد من القول بأن عدد كبير من المواطنين قاموا اليوم بزيارة المرضى طريحي الفراش عبر مستشفيات سطيف على غرار عدة جمعيات خيرية ومنظمات مثل الهلال الأحمر الجزائري ومؤسسات مثل الإذاعة الجزائرية حيث قدموا هدايا لكن هذه السنة فإن السطايفيين توجهوا إلى هذه الفضاءات الصحية رفقة أبنائهم من تلقاء أنفسهم وبطريقة عفوية استنادا للممرض مهدي. وبعد خروج الأطفال للعب والتسلية بداية الصباح بدأت الحركة بشوارع سطيف تتقلص تدريجيا مع بداية فترة ما بعد الظهر حيث كانت الشمس حارقة ليشرع السطايفيون في الزيارات العائلية والتوجه إلى المقابر للترحم على أرواح أقاربهم ممن فقدوهم.