ألقى جمع غفير مكون من شخصيات رياضية و محبي الكرة المستديرة النظرة الأخيرة اليوم الثلاثاء بمقبرة سيدي يحيى (الجزائر) على الناخب الوطني السابق سماعيل خباطو, صرح الكرة الجزائرية الذي وافته المنية يوم الاثنين عن عمر يناهز 94 سنة. وقد شيع لاعبون من مختلف الأجيال و مدربون و رفاق المرحوم, خباطو إلى مثواه الأخير بحضور وزيري الرياضة و النقل وهما على التوالي محمد تهمي و عمار غول و المدير العام للحماية المدينة مصطفي لهبيري. ويتأسف القائد السابق لمولودية الجزائر حسان طاهير قائلا:" لقد أنشأ خباطو, رحمه الله, الثلاثي العجيب:--بتروني - باشي- طاهير--, لقد حصلت المولودية على ألقابها الكبيرة تحت إشرافه. مع الأسف, لم تستفد الكرة الجزائرية من خبرته الكبيرة".ويتذكر هداف العميد سابقا قائلا:" كان المرحوم يقول لي: هاجم, لك صفات لا يملكها الهداف الألماني الشهير, جرد مولار. كان يعطينا ثقة كبيرة حتى في الأوقات الصعبة". وقد حضر تشييع جنازة المرحوم خباطو اللاعبون القدامى للسبعينات (باشي, كالام, كاوة, زنير...) و آخرون من جيل الثمانينات و التسعينات (كويسي, مازة, بن علي, بويش). وكان صانع ألعاب مولودية الجزائر سابقا, زبير باشي يخفي بصعوبة دموعه لما يتحدث عن مدربه السابق: "لم يكن خباطو فقط مدربنا بل كان أبا لكل اللاعبين. لقدعلمنا أبجديات الكرة و احترام المنافس كما علمنا أيضا كيف نتصرف كرجال داخل الملاعب و خارجها. أنه مكون كبير للاعبين و المدربين. للأسف, لم تستفد اتحادينا (الفاف) من المعلومات التي كان يكتسبها". من جهته أشار المدرب الوطني سابقا, محي الدين خالف إلى تواضع المرحوم الذي كان يتلذذ عمله حيث قال:"يمكنني القول بأن خباطو كان من أحسن التقنيين في العالم أتذكر جديدا خلال كأس إفريقيا-1984 بكوت ديفوار لما كان يقدم الأكل للاعبين رغم أنه يعمل ضمن الطاقم الفني. إنها خسارة كبيرة للجزائر". أما الظهير السابق للخضر و شباب بلوزداد, مصطفي كويسي فقد أبرز "معالم" المرحوم على مشواره. ويقول كويسي:" برؤيته أعطى نفسا أخر و بعدا كبيرا لمشواري الرياضي. عسى أن يسكنه العلي القدير, فسيح جنانه". خباطو كان متقدما عن الآخرين ويعتبر اللاعب المحوري الأنيق لمولودية الجزائر و المنتخب الوطني, عبد الوهاب زنير بأن "عمل خباطو كان مختلفا من كل الجوانب". ويوضح زنير قائلا:" كان خباطو جزء لا يتجزأ من حياتي لأني عرفته و عمري 13 سنة, لما كنت ضمن صنف الأصاغر" فهو تقني خارق من طراز آخر. فخلال فترته, كان يقوم بالتحضير البدني بالكرة و هو ما يقام به حاليا. وهذا يعطي فكرة وجيزة عن حجم هذا الرجل". بالنسبة للأمين العام للنادي الرياضي للهواة لمولودية الجزائر, كمال قصباجي " برحيل خباطو, العميد يوجد في حداد ". ويقول قصباجي في هذا السياق:" لا أحد ينكر العلاقة الوطيدة بين مولودية الجزائر و الفقيد الذي يحمل في قلبه اللونين الأحمر و الأخضر. لقد غادرنا وجه بارز إلى الأبد". خباطو الذي ولد يوم 28 سبتمبر 1920 بمزرانة القريبة من تيقيزيرت, يعتبر موسوعة بالنظر لمعلوماته الواسعة والذي ترك بصماته واضحة على الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر. لقد كان لخباطو شرف تولي العارضة الفنية لأول فريق وطني جزائري غداة الاستقلال. كلاعب, أمضى إجازته الأولى عام 1935 في سن (ال 15) مع ملعب بلوزداد الذي بقي معه إلى غاية تتويجه بلقب منطقة الجزائر عام 1938. بعده تنقل إلى مولودية الجزائر حيث تألق بشكل لافت رفقة لاعبين كبار على غرار ألبور, فيرود, قدوري, ميسوم, براكي, خلوي, برزيق و كرارسي. وفي سنة 1951, غادر مولودية الجزائر باتجاه النادي الإسلامي, اتحاد البليدة بعد خلاف مع مسؤول, حيث تولى مهمة مزدوجة كلاعب و مدرب. أما كمدرب فقد تولى العارضة الفنية لعدة أندية منها مولودية الجزائر واتحاد البليدة و أولمبي العناصر و وداد بوفاريك.