أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة عزمه على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية في أسرع وقت ممكن. وقال عباس في كلمة له خلال المؤتمر الثاني لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إقليم القدس الشريف تحت عنوان (مؤتمر الدفاع عن الأقصى والقدس) الذي عقد يوم الجمعة في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالضفة الغربية "نحن مصرون على إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن خلال مدة ستة أشهر على أن نخصم منها فترة العدوان الاسرائيلي الاسود على قطاع غزة وهي 50 يوما". وأضاف "هناك مغالطات تحصل بالنسبة للمصالحة الداخلية الفلسطينية حول ماهية بنود الاتفاق المصالحة الذي تم في الدوحةوالقاهرة ومن ثم في اتفاق الشاطئ"الأخير. وأوضح أن هناك نقطتين أساسيتين وهي تشكيل حكومة الوفاق الوطني وهو ما حصل في يونيو الماضي ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال فترة ستة أشهر. وأضاف "ما دمنا اخترنا الديمقراطية طريقا لنا فعلينا الالتزام بها وبحكم الشعب الذي يجب أن نعود إليه ليقرر من الذي سيمثله لذلك اتفقنا على الانتخابات الرئاسية والتشريعية". وأوضح عباس في ذات الصدد "الآن هناك تردد من قبل بعض الأطراف تريد أن تؤجل وأن تتجاهل هذا الأمر إذا أردنا مصالحة حقيقية فعلينا العودة إلى الشعب ليقول كلمته كما حصل في عامي 2005 و2006 وكما حصل في عام 1996 لتكريس النهج الديمقراطي الذي يجب أن نتبعه وأن نسير به إلى النهاية". وأضاف إن "هذه هي القضية الأساس التي يجب أن نتبعها وأن نسير بها وفي نفس الوقت يهمنا أن نحافظ على مؤسساتنا وسلطة القانون والتقدم الذي حققناه في كل المجالات لنهيئ أنفسنا للدولة الفلسطينية المستقلة". وأعرب عباس عن أمله بأن تتمكن حكومة الوفاق الفلسطينية من إعادة إعمار قطاع غزة بالتفاهم مع الأممالمتحدة حسب ما هو متفق عليه قائلا "نأمل أن تتاح لها الفرصة لكي تستطيع أن تنجز ما تستطيع انجازه بالسرعة القصوى للقطاع الجريح الذي تعرض خلال خمسين يوما لتدمير كبير". وتعهدت الدول المانحة خلال مؤتمر دولي عقد في القاهرة الأحد الماضي بمشاركة أكثر من 50 دولة ومنظمات دولية بمبلغ 5.4 مليار دولار لصالح الفلسطينيين على أن يخصص نصفها لإعادة إعمار قطاع غزة. وفيما يتعلق بالمسجد الأقصى في مدينة القدس دعا عباس إلى منع المستوطنين الإسرائيليين من دخوله قائلا "يجب منع المستوطنين من دخول الحرم بأية طريقة كانت فهذا حرمنا واقصانا وكنيستنا لا يحق لهم دخولها وتدنيسها". وأضاف "يجب أن تقف بصدورنا العارية أمام وجوههم لنحمي مقدساتنا ولابد أن تعمل يد واحدة من أجل حماية القدس من الهجمات التي يقودها المستوطنون في كل مكان".وتابع عباس "بسبب ما تتعرض لها القدس وغيرها من اعتداءات وانتهاكات قررنا في الدورة الأخيرة للأمم المتحدة أن نذهب إلى مجلس الأمن الدولي وهناك كثيرون يريدون أن يثنونا عن الذهاب وتأجيله".وأوضح "لكننا نقول بكل صراحة إن قرارنا الذهاب إلى مجلس الأمن هو من أجل تثبيت القرار الذي حصلنا عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة أي يصدر قرار عن مجلس الأمن بأن الأراضي التي احتلت عام 1967 هي أراضي الدولة الفلسطينية وهي أراضي تحت الاحتلال وليست كما ترى إسرائيل أنها أراض متنازع عليها". يشار إلى ان عبتس سلم مشروع القرار الفلسطيني العربي إلى رئاسة مجلس الأمن الدولي في 26 من الشهر الماضي خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء مشاورات بشأنه. ويريد الفلسطينيون تقديم مشروع قرار بدعم عربي إلى مجلس الأمن للتصويت على وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وفق حل الدولتين. غير أن واشنطن تعتبر التوجه الفلسطيني لمؤسسات الأممالمتحدة "خطوات أحادية الجانب" وتطالب باستئناف المفاوضات الثنائية التي توقفت مع إسرائيل في نهاية مارس الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون التوصل لاتفاق ينهي الصراع المستمر بين الجانبين منذ عدة عقود.