أكد قاضي قضاة دولة فلسطين محمود صديق الهباش يوم الاثنين بالجزائر أن قضية القدس هي قلب القضية الفلسطينية بما لها من مكانة و منزلة دينية وحضور حضاري و بما لها من عمق ضارب في أعماق التاريخ، داعيا إلى مساندة المرابطين في بيت المقدس حتى يصمدوا في وجه عمليات التهويد". وأوضح السيد الهباش خلال المحاضرة التي ألقاها بدار الإمام بالجزائر العاصمة تحت عنوان "الوضع في فلسطين و المؤسسات الدينية بما فيها القضاء الشرعي" أن كثير من علماء الأمة ذهبوا إلى بيت المقدس إبان الحروب الصليبية وابان الاحتلال البريطاني مشيرا إلى أن أول مؤتمر اسلامي عقد في القدس عام 1931 حيث كانت القدس تحت الحكم البريطاني. وقال الهباش الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر في إطار توأمة مساجد الجزائر مع مساجد غزة- أن "القدس ليست مجرد قطعة أرض عليها نزاع أو مدينة نسكنها بل هي روح تسكننا ومعيار حضاري وميزان وجود يمكن أن يحكم ببقائنا أو بفنائنا حتى لو بقيت أجسادنا لأن الفناء الحقيقي هو فناء القيمة الإنسانية وفناء الكرامة". واكد أن الإحتلال يعمل على محو طبيعة القدس وتنفيذ التغيير الجغرافي و السكاني حتى يضفوا عليها الصبغة التي يريدونها صبغة التهويد و نحن نريدها قدسا مقدسة ومهدا للسلام و للأخوة الإنسانية لكن دون أي مساس بهويتها الحضارية و قيمتها الدينية أو القومية أو التاريخية. وأشار إلى أن في القدس يوجد 360 ألف فلسطيني هم آخر من تبقى من أهل القدس هؤلاء هم الطليعة التي تدافع عن القدس. كما تطرق المحاضر إلى مراحل المحاولات الإسرائيلية لتهويد المدينة والتي قال انها مرت بمنعطفات و محطات كثيرة منها الإستيلاء على الأرض مصادرة البيوت والتضييق على السكان مرورا بفرض العزلة بين القدس وبين العالم العربي والإسلامي ثم انتقلوا من فرض العزلة العربية إلى محاولة فرض العزلة الفلسطينية بإقامة جدار الفصل العنصري حول المدينة المقدسة. وأضاف أن المرحلة الأكثر حساسية وأكثر خطورة وهي فرض السيطرة و الهيمنة على آخر 141 الف متر مربع من ارض المسجد الأقصى التي تعتبر قلب القدس. وبالمناسبة تسلم قاضي قضاة فلسطين من وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى و رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس نيابة عن الأئمة حصيلة التبرعات موجهة لإعادة إعمار مساجد قطاع غزة التي دمرت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير و التي جمعت على مستوى مساجد الجزائر العاصمة المقدرة ب 5 ملايير سنتيم. تجدر الإشارة إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 51 يوما تسبب في تدمير 73 مسجدا بشكل كلي و 205 جزئيا و تضررت كنيستان و هدمت أسوار عشرة مقابر و دمرت ست مؤسسات زكاة بحسب تقرير اعدته لجنة لمتابعة حصر الدمار.