كشف محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية عن عزم السلطة الفلسطينية الانضمام إلى مختلف المنظمات الدولية في حال فشل مجلس الأمن الدولي، في استصدار قرار ملزم بانسحاب إسرائيل من حدود 67 في آجال محددة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال الهباش، خلال محاضرة ألقاها بمقر سفارة فلسطين في إطار زيارة يقوم بها إلى الجزائر، إن القيادة الفلسطينية حسمت في موقفها بالانضمام "فورا" إلى المنظمات الدولية والتوقيع على معاهدة روما الخاصة بمحكمة الجنايات الدولية، في حال فشل مجلس الأمن الدولي في تبني المبادرة الفلسطينية في احتمال وارد بسبب "الفيتو" الأمريكي. وكشف أيضا عن احتضان مقر الجامعة العربية بالقاهرة السبت القادم، لقاء يخصص لبلورة الخطوة المقبلة التي يتعين أن تتخذها القيادة الفلسطينية في نفس اليوم الذي ستعرض فيه مبادرتها على أعضاء مجلس الأمن لمناقشتها. وشرح وزير الأوقاف السابق، كيف أن انضمام فلسطين إلى هذه المنظمات من شأنه إحداث حرج كبير ليس فقط بالنسبة لإسرائيل ولكن أيضا للولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف الهباش، أن انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية يمنح الحق لكل فلسطيني برفع دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بتهمة الاضطهاد الديني وسيكون القانون الدولي ملزما بمحاكمة هذا الأخير تماما كما حدث مع مقترفي انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، أو جرائم ضد الإنسانية في العالم. ولأن الاضطهاد الديني على علاقة وثيقة بما يجري في القدسالمحتلة من اعتداءات وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى المبارك، فقد دق المسؤول الفلسطيني ناقوس الخطر من تفاقم الأوضاع في المدينة المقدسة بما أصبح ينذر بانفجار وشيك، وحذّر من أن الأقصى الشريف خط أحمر وكل محاولة لتخطيه من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب دينية بأبعاد إقليمية ودولية وقال "إن الحرب العالمية الأولى والثانية ستكون مجرد نزهة أمامها". وفي هذا السياق أكد المسؤول الفلسطيني، أن الرئيس عباس، أكد للجانب الأمريكي أن الطرف الفلسطيني يرفض مجرد التفكير في الجلوس إلى نفس الطاولة مع إسرائيل لبحث مسألة إدارة الحرم القدسي لأن المسجد الأقصى الشريف حق خالص للمسلمين، وإدارته تابعة لإدارة الأوقاف الفلسطينية والأردنية المشتركة ولا حق لحكومة الاحتلال عليه. ولنصرة الأقصى الشريف، دعا قاضي قضاة فلسطين كل مسلمي العالم إلى زيارة القدس الشريف والصلاة في رحاب أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وبينما اعتبر أن "زيارة القدس في الوقت الراهن أكثر وجوبا من زيارة مكةوالمدينة في غير الفريضة"، أكد أن جزءا من الاستراتيجية التي نعتمدها اليوم في فلسطين تبقى تشجيع العرب والمسلمين لزيارة القدس الشريف، وتعزيز الصمود الأسطوري للمقدسيين في الدفاع عن مدينتهم وأقدس المقدسات الإسلامية. كما تطرق الهباش، إلى ملف المصالحة الفلسطينية التي قال إنه لا أمل فيها محمّلا حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤولية فشلها. وقال "ليس لأننا لا نريد المصالحة أو لأن جمهور حماس لا يريدها ولكن بسبب وجود قرار سياسي منحرف ونحن اختلفنا مع الذين يريدون استغلال الدين لإغراض سياسية"، ودعا كل الفلسطينيين إلى ضرورة الالتفاف حول الرئيس محمود عباس، بالنظر الى الظرف الحساس الذي تمر به القضية الفلسطينية وخاصة السعي لافتكاك اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ولدى تدخله جدد السفير الفلسطينيبالجزائر، لؤي عيسى، التأكيد على وحدة الصف الفلسطيني وبأن العدو الوحيد يبقى المحتل الصهيوني الذي يجب محاربته والتصدي لكل مخططاته التهويدية والاستيطانية الرامية إلى فرض واقع احتلالي مرير على أرض فلسطينالمحتلة.