أكد المندوب الوطني للمخاطر الكبرى لدى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية يوم الثلاثاء بميلة أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار والتكفل الجيد بمعطى الحد من مخاطر الكوارث الكبرى ضمن عمليات و برامج التنمية لتفادي الأضرار التي قد تلحق بالمواطنين و بالممتلكات. وأوضح السيد محمد الطاهر مليزي في هذا الصدد أنه "يتعين من الآن فصاعدا الأخذ بعين الاعتبار والتكفل الجيد بمعطى الحد من مخاطر الكوارث الكبرى ضمن عمليات و برامج التنمية المحلية و الوطنية المستقبلية و ذلك للوقاية من هذه الأخطار التي تلحق أضرارا جسيمة بالبشر و بالممتلكات". ومن شأن هذا التكفل حسب نفس المسؤول الذي ترأس رفقة والي الولاية عبد الرحمان كديد أشغال مجلس ولائي موسع لرؤساء البلديات أن يضمن "تحييد العديد من المسببات و العوامل المساعدة على حدوث الكثير من الأخطار و في مقدمتها الفيضانات التي ينجم كثير منها كما قال عن سلوكيات سيئة و مظاهر إهمال وتسيب على غرار البناء العشوائي في مسارات أودية". وألح الس مليزي الذي كان برفقة مفتش مركزي من الوزارة الوصية على "التنسيق متعدد القطاعات" في مجهود معاجلة جميع العوامل المتسببة في حدوث مثل هذه الأخطار التي قد تحدث في أي وقت بسبب ما يعرفه العالم حاليا من تغيرات مناخية. ومن جهته قدر مدير الموارد المائية بولاية ميلة رابح صافي حجم الاستثمارات العمومية المخصصة برسم مشاريع حماية مدن الولاية من الفيضانات و إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي و تنظيف الأودية و غيرها بقيمة 6,843 مليار د.ج في الفترة ما بين 2002 و 2014. لكن هذه الاستثمارات لا تلبي حسب ما جاء في رده على سؤال للمندوب الوطني للمخاطر الكبرى "لا تلبي سوى 50 بالمائة من الاحتياجات في هذا المجال" ما يعني أن "جهدا إضافيا كبيرا منتظر بذله للحد من أخطار الفيضانات بهذه الولاية". وبدوره ركز والي الولاية بالمناسبة على " ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الطابع التضاريسي للولاية المتمثل خاصة في كثرة المنحدرات و عدم استقرار التربة و ثراء الولاية بقدرات مائية معتبرة توفرها الأودية الكبرى على غرار وادي الرمال ووادي النجا اللذين يشكلان الرافدين الأساسيين لسد بني هارون". وأشار السيد كديد في هذا الشأن إلى اتخاذ جملة من التدابير و العمليات التنموية في هذا الإطار مثل بدء تجسيد مشروع حماية مدينة ميلة من الفيضانات. وعرفت مدنا كثيرة بولاية ميلة في الماضي وقوع فيضانات تسببت في خسائر جسيمة مثل واديي العثمانية و التلاغمة و الأحياء السفلى من مدينة ميلة و تجمعات أخرى و ذلك نتيجة غياب تنظيف منشآت الري مثل البالوعات و مجاري الأودية و كذا البناء العشوائي غير المرخص له و نشر بقايا مواد البناء وغيرها. وتجري حاليا عبر هذه الولاية عمليات إنجاز مشاريع حماية للتجمعات من مياه الفيضانات و إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي و الأودية. كما قدم مدير الحماية المدنية للولاية المقدم عبد الرحمان جلول عرضا عن جولة مراقبة طالت بلديات الولاية و أسفرت عن تحديد ما لا يقل عن 24 نقطة سوداء مرشحة لتكون عرضة لفيضانات مضيفا بأن الحماية المدنية تتوفر حاليا على13 وحدة للتدخل مع عتاد خاص مكون من 7 مركبات مائية و 6 غطاسين و 32 مضخة مائية. وتشتكي الكثير من البلديات إلى جانب وحدة الديوان الوطني للتطهير من نقص في عتاد التدخل الخاص بهذه الأخطار حسب ما ورد في تدخلات المشاركين في هذا اللقاء. (وأج)