لا يزال العنف سيد الموقف في ليبيا بعد مقتل تسعة أشخاص على الأقل يوم الثلاثاء في هجوم انتحاري على فندق وسط العاصمة طرابلس على الرغم من استئناف جلسات الحوار يوم الاثنين في جنيف السويسرية بين أطراف الأزمة الليبية. فبعد يوم واحد من استئناف الجولة الثانية من الحوار الوطني بين الفرقاء الليبيين برعاية الأممالمتحدة من اجل ايجاد حل للأزمة السياسية والأمنية في البلاد عاد مسلسل العنف إلى المشهد الليبي حيث قتل تسعة أشخاص على الأقل في هجوم انتحاري نفذه أربعة مسلحين استهدف فندق "كونيثيا" وسط العاصمة طرابلس. وقتل ثلاثة من رجال الأمن في الهجوم فيما أصيب خمسة آخرون من موظفي الفندق بينهم 2 من الفلبين بينما قد تمكن 15 نزيلا من الفرار من هذا الفندق الذي يعد من أشهر الفنادق في العاصمة وتتواجد فيه العديد من البعثات الدبلوماسية. وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة في طرابلس عصام النعاس إن "المسلحين الذين هاجموا الفندق اليوم وفجروا سيارة مفخخة بباحته أقدموا على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في الطابق 21 من الفندق بعد تضييق الخناق عليهم من قبل قوات الأمن" موضحا أن عدد المسلحين الذين كانوا محاصرين أربعة قتلوا جميعا وبينهم قتيل وجد حزامه الناسف غير متفجر ويجرى تفكيكه". والوضع في طرابلس لا يختلف عن باقي المناطق حيث تتواصل المعارك بين الجيش الليبي والمليشيات المسلحة بمدينة بنغازي (شرق) أين قتل 18 شخصا وأصيب 44 آخرون خلال 24 ساعة الماضية في حين يستمر القتال في منطقة الهلال النفطي. - إستئناف مسار الحوار على أمل إشراك جميع مكونات الشعب الليبي في غضون ذلك تتواصل جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين لحساب الجولة الثانية في جنيف وذلك في أعقاب مشاورات مستفضية مع جميع الأطراف الليبية للإنضمام إلى المسار السياسي الرئيسي. وبهذا الخصوص قالت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أن هذا المسار يجمع ممثلين عن المجالس البلدية و المحلية من جميع أنحاء البلاد و ذلك لمناقشة تدابير بناء الثقة وسبل تنفيذها" موضحة أنها "تخطط لبدء مسارات أخرى في مرحلة لاحقة تشمل ممثلين عن الأحزاب السياسية و الشخصيات الإجتماعية والقبلية علاوة عن الجماعات المسلحة". وعشية انطلاق جولة الحوار هذه وجهت الحكومة الليبية دعوة ملحة لكل الاطراف من اجل التحلي بالمسؤولية من أجل انقاذ ليبيا وتجنبيها مزيدا من التدهور الامني وتحقيق اللحمة الوحدة الوطنية. وكان المشاركون في الجولة الاولى من حوار جنيف التي عقدت في 15 يناير مع المبعوث الدولي برناردينو ليون دعوا كافة الأطراف لوقف الإقتتال لإيجاد بيئة مواتية للحوار كما ناقشوا تدابير بناء الثقة لحماية وحدة البلاد وتخفيف معاناة الشعب الليبي. يذكر أن حوار جنيف يشمل 4 مسارات هي المجالس البلدية المنتخبة والتشكيلات المسلحة والتيارات والأحزاب والنسيح الاجتماعي "مشايخ وأعيان القبائل والمناطق". - تصاعد حدة المعارك في المناطق الحيوية للإقتصاد الليبي وتتزامن هذه التطورات مع وضع إقتصادي صعب للغاية تعاني منه البلاد خاصة مع إنخفاض سعر البترول و تزايد حدة المعارك في منطقة الهلال النفطي التي تعرضت اليوم إلى ثلاثة صواريخ بعيدة المدى كانت تستهدف خزانات النفط في مرفأ السدرة النفطي. وبهذا الخصوص أكد علي الحاسي المتحدث باسم غرفة عمليات الهلال النفطي أن "هذا الأمر يشكل خرقا جديدا لإعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنته ميليشيات "فجر ليبيا" من أجل توفير "بيئة مواتية للحوار" الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا والذي انطلقت جولته الثانية اليوم في جنيف. من جانبه أكد وزير النفط ما يسمى بحكومة "الإنقاذ" الليبية ماشاء الله الزوي أن بلاده تواجه صعوبات جمة في إعادة فتح موانئ و حقول النفط المتضررة مشيرا إلى قطاع المحروقات في البلاد ينتج 363 ألف برميل يوميا وتصدر نحو 200 ألف برميل يوميا. وفي بنغازي تصاعدت حدة المعارك المسلحة في منطقة الليثي وسط المدينة منذ الأحد بعد هجوم عنيف شنه مسلحون على المنطقة أسفر عن سقوط 18 قتيلا و44 جريحا خلال ال24 ساعة الماضية. وقال مصدر عسكري إن الجيش صد هجوما مباغتا على منطقة الليثي هو الأعنف منذ بدء المعارك الأخيرة لعملية الكرامة لافتا إلى أن المسلحين استخدموا في هجومهم القذائف العشوائية. ومنذ بدء معارك الهلال النفطي مطلع ديسمبر الماضي وتعزيز القوات الحكومية المرابطة هناك بسلاح الجو شنت مقاتلات السلاح الجوي امس الإثنين غارات جديدة استهدفت مواقع تمركز المسلحين المتطرفين في عدة مناطق في مدينة بنغازي. إلى ذلك أعلن الجيش الليبي أمس أنه أوقف ناقلة نفط كانت في طريقها إلى مدينة مصراتة بالقرب من سواحل مدينة سرت وأمر باقتيادها إلى مدينة طبرق لتفتيش حمولتها. وعلى أمل أن تكلل جلسات الحوار بتحديد مسار سياسي لحل هذه الأزمة تعاني البلاد من إستمرار مسلسل العنف الذي يضرب البلاد منذ الإطاحة بالنظام السابق سنة 2011.